سفير بريطانيا نجم "حلقة" بجامع الفنا ويحكي قصة عشق تشرشل لمراكش

سفير بريطانيا نجم "حلقة" بجامع الفنا في مراكش . DR

في 16/02/2022 على الساعة 22:30

فاجأ سفير بريطانيا بالمغرب، كليف ألدرتون، عشاق فن "الحلقة" بجامع الفنا بمراكش، حينما قام بتنشيط إحدى "الحلقات"، حكى فيها عن قصة عشق، جمعت رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل بمدينة مراكش.

وتفاعل الجمهور بشكل قوي مع السفير البريطاني، حيث أبان عن مواهب قوية في تشخيص وسرد قصة الحب بين بريطانيا العظمى وأحد أبرز رؤساء الوزراء في تاريخها، تشرشل، والمدينة الحمراء، حيث ألهمت عاصمة النخيل وينستون تشرشل في عدد من لوحاته التشكيلية، إذ كان يعتبر فناناً تشكيلياً وكاتباً، وتعد لوحة "برج مسجد الكتبية"، التي صوَّر فيها صومعة الكتبية، من أبرز أعماله الفنية، وطرحتها إحدى دور العرض في العاصمة الإنجليزية لندن للمزاد العلني، إذ يتراوح ثمنها ما بين 1.7 و2.8 مليون يورو.

وتقول المصادر المختلفة إن تشرشل، الذي قاد بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، رسم هذه اللوحة سنة 1943 أثناء حلوله بمراكش، خلال زيارة إلى المغرب، للمشاركة في مؤتمر أنفا، الذي عقده الحلفاء بالدار البيضاء، في خضم الحرب العالمية الثانية، حيث كتب مؤرخ الفنون البريطاني باري فيبس في الدليل الإرشادي للمزاد حول اللوحة: "هذه اللوحة هي أهم أعمال تشرشل (...) بالنظر إلى ارتباطها الوثيق بتاريخ القرن العشرين".

وتقول ذات المصادر التاريخية إن الزعيم البريطاني المحافظ بدأ الرسم في سن الأربعين، أما عشقه للمدينة الحمراء وأنوارها، فبدأ في ثلاثينات القرن الماضي، حين كان المغرب خاضعا للحماية الفرنسية والإسبانية، وزارها ست مرات خلال 23 عاماً، هربا من ضباب لندن وعواصف السياسة، حيث كتب معبرا عن إعجابه بمراكش في صحيفة "دايلي ميل" البريطانية سنة 1936: "هنا، في واحات النخيل الشاسعة، تلك المنبثقة من الصحراء، يكون المسافر متأكداً من أنّه سينعم بأشعة الشمس إلى ما لا نهاية، (...) وبمشهد جبال الأطلس الشامخة المكسوة بالثلوج".

وكان تشرشل، وفق كتاب التاريخ، يحب التسكّع بين أزقة المدينة العتيقة، والتنزه في مرتفعات أوريكة المجاورة، معبرا عن استمتاعه بمشهد أطراف مراكش، من شرفة فندق المامونية الشهير، حيث كان يرسم لوحاته، أو من "فيلا تايلور" حين كان ينزل فيها أحيانا، مما جعل هذه الفيلا محجا في السبعينات لأثرياء أوروبا، نتيجة ما توفره من إطلالة استثنائية على المدينة العتيقة من جهة باب دكالة، وحتى مسجد الكتبية، وصولا إلى جبال الأطلس المكسوة بالثلوج.

ورُوِيَ نقلا عن محيط تشرشل آنذاك، أنه قال لروزفلت: "لا يمكنك أن تقطع كل الطريق حتى شمال إفريقيا، دون أن تزور مراكش، (...) يجب أن أكون معك لمشاهدة شمس تغيب فوق قمم الأطلس"، حيث انتشرت صورة التقطت للزعيمين التاريخيين يتأملان غروب الشمس، على المشهد الذي استوحى منه تشرشل لوحته عن الكتبية، والتي أهداها تشرشل لصديقه روزفلت، قبل أن يبيعها أحد أبناء الأخير في الخمسينات، ليعاد بيعها عدة مرات، حتى استقرت سنة 2011، بين أيدي نجمي السينما الأميركيين، أنجلينا جولي وزوجها براد بيت، قبل انفصالهما.

وتجسد اللوحة بأسلوب بسيط ومباشر، صومعة هذا المسجد، الذي يعد مع مسجد الخيرالدا، الذي تحول إلى كاتدرائية لاحقا في إشبيلية، من رموز الهندسة المعمارية للامبراطورية الموحدية خلال القرن الثاني عشر، وفي خلفية اللوحة تظهر أسوار المدينة العتيقة متكئة على جبال الأطلس.

رسم تشرشل خلال تلك الزيارة الأولى لمراكش، سبع لوحات في فندق المامونية، كما بدأ العمل على تأليف سيرة جده الجنرال مالربورو، وفق ما أفادت إحدى حفيداته أثناء زيارتها المغرب، عام 2012 لإحياء ذكراه، مبينة أن جدها تحدث كثيراً عن إعجابه بفندق المامونية، ووصف في إحدى رسائله لزوجته كليمنتاين "المشهد الرائع حقا" من غرفته.

تحرير من طرف شلاي محمد
في 16/02/2022 على الساعة 22:30