والبداية من مجلة "الآن" لهذا الأسبوع، التي خصصت ملفا من ست صفحات جاء فيه أن "التاريخ يكشف أن القصر كان يسعى دوما إلى مواءمة طقوس الأعراس مع العصر" وتحدثت المجلة عن الطريقة التي كان يقيم بها العلويين أعراسهم.
في التفاصيل نقرأ أنه "حينما يتعلق الأمر باختيار زوجة السلطان، فإن المهمة تختلف كثيرا عما ألفه العامة ساعة بحثهم عن الفتاة المناسبة، فعقد قران أكبر سلطة في البلاد إنما يكون بمثابة المرحلة الأخيرة من بين أطوار متعددة تتم في الخفاء وفي غاية السرية، يكون الغرض منها إيجاد المرأة الأكثر ملاءمة لتصبح أميرة القصر ووالدة ولي العهد".
وتضيف المجلة أن "الحديث عن زواج السلطان أو أحد أبنائه بأجنبية أو أجنبي عن البلاد يحيل الذاكرة الجماعية مباشرة نحو زواج الأمور مولاي عبد الله بلمياء الصلح ابنة الرئيس اللبناني المغتال كأنه المثال الأوحد خلال تاريخ الدولة العلوية في حين أن المصادر التاريخية تحيل إلى نماذج أخرى، كزواج المولى سليمان بابنة سيف النصر كبير قبيلة "الخنانشة" من عرب طرابلس".
كما قامت أسبوعية "الأيام" بالحديث عن تفاصيل زواج الأمير مولاي رشيد وتحدثت عن أصول زوجته أم كلثوم استجوبت إلى والدها.
وتورد الأسبوعية أن أم كلثوم علوية قحة، فيما يصرح والدها أن ابنته "إنسانة عادية كباقي المغربيات، وتلقت تكوينها بالبعثة الفرنسية قبل أن تلتحق بثانوية فيكتور هيغو بمراكش، لتواصل رحلة البحث العلمي بفرنسا بحصولها على ماستر في الماركوتينغ".
بدورها قامت أسبوعية Le Temps عن الحياة الجديدة للأمير، كما رسمت بورتريه عنه، وقدمت معلومات عن مختلف الأنشطة التي يقوم بها باعتباره أميرا.
تقاليد راسخة
كثيرة هي الأشياء التي يمكن إفرادها بخصوص زواج أفراد الأسرة الملكية، ويظل أبرزها تقليد كان يقوم به سلاطين المغرب خلال عقد قرانهم، وهي تلك التي ذكرها المؤرخ عبد الهادي التازي حينما قال في إحدى التصريحات الصحافية إن عقد الصداق أو الزواج يتم بباب القصر وليس بداخله، معلقا أن هذا الأمر يدخل في إطار الدلالات الحضارية والرمزية لزواج الملك، ويقصد به إشعار المرأة أو الأميرة بأنه لا مجال أمامها للعودة إلى بيت أهلمها وأن على كلا الجانبين تحمل الآخر.
هي دلالات رمزية تبين إلى أي مدى أن الملك وزوجته رغم مركز كل واحد منهما، فإن اللقاء المقدس بينهما لقاء يقوم على ميثاق قائم على التآلف إلى آخر لحظة.