وكان وراء ذلك الطلب زعيم النازية أدولف هتلر، بقصد كسب ود مسلمي الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا لمساعدة ألمانيا في محاربة دول الحلفاء ومطاردة اليهود وقتلهم، وذلك من خلال الإيحاء أنّ ذلك «النبي المنتظر» هو أدولف هتلر.
ولما أوضح خبراء «قطاع الشرق الأوسط للجنة المركزية للأمن»، باستحالة وجود نبي بعد الرسول محمد، اقترحوا على هتلر الآيات التي تتحدث عن إعادة بعث النبي عيسى والأحاديث النبوية التي تتحدث عن عودته إلى الأرض في آخر الزمان لمحاربة المسيح الدجال، محاولين بذلك الإيحاء للمسلمين بأنّ هتلر هو المسيح عيسى.
وقد تزامنت تلك الدعاية مع وصول جيش القائد الألماني أروين رومل في مطلع عام 1941 إلى شمال إفريقيا لمساعدة الكتائب الإيطالية المتواجدة في ليبيا والتي كانت تعاني من ضربات الجيش البريطاني.
ونجح رومل وجيشه المسمى «Afrika Korps» في التفوق على البريطانيين في تونس وليبيا وعبور الحدود المصرية والوصول، في يوليو 1942، إلى عمق الصحراء على بعد 250 كلم عن القاهرة.
وتم إنشاء القسم العربي لإذاعة برلين، للقيام بالدعاية لألمانيا النازية تجاه العرب والمسلمين، ويسرد المؤلف البريطاني في كتابه ما كان يقوله المذيع العربي لـ «راديو برلين» لما اقترب الجنرال رومل من القاهرة: «نحمد الله على تطهير مصر من هذه الزواحف السامة.. اقتلوا اليهود قبل أن يقتلوكم… الله في السماء وهتلر في الأرض».
دافيد موتاديل، أستاذ مادة التاريخ الدولي بمعهد لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية، أوضح في كتابه أنّه وعلى الرغم من تزايد درجة المعارضة للصهيونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تلك الفترة بسبب الهجرة الجماعية لليهود إلى فلسطين إلّا أنّ الحرب العالمية الثانية لم تشهد معاداة وانتفاضات كبيرة تجاه اليهود من طرف العرب والمسلمين.
ومثلما جاء في كتاب «المسلمون وآلة الحرب النازية» فقد رفض سلطان المغرب، محمد الخامس، تطبيق القوانين «القمعية على اليهود، التي فرضتها حكومة فيشي الفرنسية (كانت تحت الاحتلال الألماني)، كما أنّ جماعة كبيرة من الأعيان المسلمين بالجزائر» أبدت تضامنها مع الجالية اليهودية» التي كانت تعيش في الجزائر.