ومن الخطأ اعتبار خيار اللعبة الجنسية موازٍ لاختيار الرجل للعاهرة أو العشيقة، كون الوضع مختلف سواء كان على المستوى التطبيقي أو الهوامات الجنسية، مؤكداً أنّ اعتراف الرجل بممارساته الجنسية مع اللعبة، ما هو إلا اعتراف صريح بعدم قدرته على استمالة أي أنثى والإقرار بفشله على ترتيب ميوله الجنسية، وعجزه عن التمويل والبذخ على أيّ علاقة مع أنثى.
وبعض الرجال يعتبرون أنّ اللعبة الجنسية لا تئنّ ولا تتذمر ولا تبدي رأيها في أيّ موضوع، والأهم من كلّ ذلك أن لا مكان لها في سجل أولوياته، فهي في نهاية المطاف مجرد وسيلة للمتعة، ما يدفعه إلى اختيارها وفق مقومات ومقاييس معينة تثيره وتشعره بالراحة.
وممارسة الجنس مع اللعبة أسوأ بكثير من ممارسة العادة السرية، كونها توصل الشخص إلى متعة ليست قائمة على هوامات جنسية، بل على احتكاك فعلي لأعضائه مع اللعبة، وما ينتج عن ذلك من محاولات لتفجير الكوابت التي تختلجه بأي ثمن نتيجة عدم وجود أسباب أو حوافز إيجابية كافية تخوّله تفجير كبته بطرق عادية طبيعية كأيّ إنسان آخر.
أما إذا كانت درجة الإنحراف كبيرة فيمكن أن تحلّ اللعبة الجنسية مكان المرأة في الحياة اليومية، ما يخلق عند الرجل نوعاً من أنواع الإدمان، فيوجه بطريقة أو بأخرى رسالة إلى كل من يهمه الأمر – على الرغم من أنّ الأكثرية يتركون الأمر سرياً – بأنه يمارس حريته الشخصية ولا حاجة له لتقديم أي مبرّر ولا لتقديم تنازلات ومحاولات لارضائها فتحل مكان الأنثى الفعلية في حياته كونها تعطيه محفزات لأمور أخرى، على الرغم من أنّ ذلك لا يغطي حاجة التواصل الاجتماعي بين الإنسان وآخر، ما يدخله في دائرة الإدمان كونها تؤمّن كل متطلباته، التي غالباً ما تكون قائمة على الإنحراف.