الخيانة الجنسية تضرب نصف العلاقات الزوجية

DR

في 09/12/2015 على الساعة 16:05

يكون من الصعب إحصاء عدد المُحبّين الخائنين، لكن بالوسع القول إن ما يقارب 50 في المئة من العلاقات الزوجية والعاطفية تتأثر بفعل هذه الخيانات، لكن عوضاً عن جدلية من منا يخون أو نسبة الذين يخونون، علينا طرح السؤال الأهم: لماذا نرتكب فعل الخيانة في الأساس؟ هل الخيانة طبيعة بيولوجية أم لها علاقة بالتربية؟

الجواب: الاثنان معاً؛ فكل من الطبيعة البيولوجية والتنشئة تلعبان دوراً في الخيانة.

هرمون السعادة

وفقاً لتقرير بثته قناة “أساب ساينس” AsapScience الكندية على “اليوتيوب”، فإن احتمالية الخيانة لدى شريكك محكومة بالحمض النووي “دي إن إيه” DNA خاصّته، وتمرّ الخيانة بطورين مختلفين من العمليات البيولوجية؛ يتعلّق أحدها بمستقبلات الدوبامين، والدوبامين هو هرمون السعادة الذي يفرزه الدماغ حين تقوم بأمر ممتع مثل مشاهدة فيلم مثير، أو عند تناول شيء ما لذيذ، أو عند بلوغ النشوة الجنسية.

ولقد وجد الباحثون حدوث تشوه أو تغير في التركيبة الجينية في مستقبِل الدوبامين يجعل بعض الناس أميل إلى الإقدام على مغامرات سلوكية متهورة مثل الخيانة، فأولئك الذين لديهم مثل هذا التغير الجيني ترتفع لديهم احتمالية ارتكاب فعل الخيانة بمعدل 50 في المئة، فيما يكون الأمر لذوي التركيبة الطبيعية نحو 22 في المئة.

وعموماً، إذا كنت حساساً لهذه الناقلات العصبية المرتبطة بالشعور بالمتعة، فإنك تكون أميل إلى اللهاث وراء المتع والمباهج من خلال انتهاج سلوكيات متهورة، وبالتالي التورط في علاقة جنسية مع شريك آخر.

ثمة سبب سبب بيولوجي آخر محتمل يقف وراء خيانة شريكك أو يجعل “عينه زائغة” له علاقة بمستويات الـ”فاسوبريسين” وهو الهرمون الذي يتحكم بالثقة والتعاطف ومقدرتنا على إقامة روابط اجتماعية صحية، وفقاً للباحثين، فإن تدنّي نسبة هذا الهرمون يفضي لواحد من ثلاثة: إما أن تكون ثقتك بالشريك قليلة أو أن تعاطفك معه يكون أقل من المفترض، أو لعلك لا تتمتع بالقدرة اللازمة لإقامة تلك الرابطة الاجتماعية صحية التي تستند إليها العلاقات القوية والصامدة. وكلما تدنت مستويات هرمون “فاسوبريسين”، أصبح فعل الخيانة أسهل.

التنشئة الأسرية

وجد الباحثون في جامعة تكساس الأمريكية للتكنولوجيا أنه إلى جانب العامل البيولوجي، فإن الوالدين يلعبان دوراً مهماً فيما يتعلق بنزوعنا نحو فعل الخيانة، من خلال دراستهم التي شملت ما يقارب 300 شخص راشد، وجدوا أن أولئك الذين لديهم آباء ارتكبوا فعل الخيانة، أكثر احتمالاً كي يخونوا بمعدل الضعف.

ووفقاً للدراسة الأمريكية، فإن الأمر له علاقة بالكيفية التي تتشكل فيها وجهات نظرنا إزاء العلاقات، والتي تتأثر بما درجنا على رؤيته في الأسرة، أي العلاقة التي تحكم آباءنا، فالآباء الخائنون في النهاية، يشكلون نموذجاً يحتذى – للأسف – لبعض الأبناء.

أيهما أقوى تأثيراً؟

إذن، أيهما المسؤول الأول عن الخيانة؟ الطبيعة البيولوجية، من خلال التركيبة الكيميائية للدماغ أم ظروف التنشئة الأسرية؟

يمكن القول إن الإجابة تكمن في الأمرين معاً، فكل من الوراثة والعوامل البيئية تؤثر في سلوكياتنا الجنسية.

هل معنى هذا أننا محكمون بالضرورة بارتكاب الخيانة في حال توافر أحد العاملين أو كلاهما لدينا؟ بالتأكيد لا؛ ذلك أن العلاقة المتينة والحب الحقيقي كفيلان بخفض احتمال الخيانة.

تواصل ومواجهة

على شريكي الحياة هنا أن يحرصا على إبقاء قنوات التواصل بينهما مفتوحة، وتخصيص وقت نوعي وممتع يجمعهما معاً، وأن يتحدثا معاً بصراحة حول ما إذا كانا يشعران بالرضا أو الإشباع الجنسي، ومواجهة أي مشكلة في العلاقة أولاً لتلافي مكامن الخلل.

خلاصة القول: كل من كيمياء الدماغ والتنشئة تؤثران على احتمالية الخيانة، لكن الأمر محكوم، في نهاية المطاف، بخياراتنا نحن؛ فنحن من نقرّر فقط إن كنا نرغب بالوفاء لشريكنا وإنجاح الأمر أم لا.

تحرير من طرف عبير
في 09/12/2015 على الساعة 16:05