ولكن يمكن القول إن الدراسات أثبتت للأسف أن الولادة تتسبب في عدد من المشكلات المرتبطة بالاتصال الجنسي، وخاصة بعد مرور ثلاثة أشهر على الولادة، ومنها:
عزوف الزوجة عن الممارسة الجنسية وفقدان الرغبة فيها نتيجة شعورها بصعوبة بلوغ النشوة الجنسيّة مُقارنة بما قبل الحمل. وعادة ما تُحدد طريقة الولادة، مدى إمكانية حدوث الاتصال الجنسي بعد الولادة، ففي حالات الولادة الطبيعية التي يُلجأ فيها إلى المضخة الماصة أو الملاقط الجراحيّة، تزداد فيها احتمالات شعور الزوجة بالألم المرافق للعلاقة الجنسية، كما أن الغرز الطبية تُضعف من طبيعة العلاقة، بينما يؤجل الاتصال الجنسي بعد الولادة لمدة تتراوح بين الـ 6 أشهر والسنة، في حالة حدوث تمزق شرجي، وكذلك تؤجل العلاقة الزوجية في حالة تمزق العجان.
أما في حالات الولادة القيصرية، فإن الاتصال الجنسي يتم بشكل طبيعي في أغلب الحالات، دون شعور بالألم، بل إن الدراسات أثبتت وجود علاقة بين الولادة القيصرية والشعور بالارتياح بقدر أكبر في الاتصال الجنسي بعد الولادة، مقارنة بالولادة الطبيعية.
ويمكن الإشارة إلى أنه بشكل عام، يُوصي الأطباء، بتأجيل الاتصال الجنسي بعد الولادة لستة أسابيع، وذلك بغض النظر عن طبيعة الولادة، وذلك حتى يستعيد عنق الرحم وضعيته الطبيعية، ويتوقف النزيف المهبلي أو يشفى التمزق المهبلي إن وجد.
ويخبرنا الأطباء أن إمكانية حدوث اتصال جنسي بعد الولادة بشكل مبكر يشكل مخاطر بالغة على الزوجة تتمثل في احتمالية حدوث انضمام هوائي نتيجة دخول الهواء لمجرى الدم، أو حدوث تمزق الشق الجراحي، أو التهابات الرحم.
أما على الجانب النفسي، فلا بد للزوج أن يُقدر التغيرات النفسية التي تمر بها الأم، خاصة أنها تتعرض لعدة ضغوط ومخاوف بعد الولادة، مثل شعورها بالإعياء التام، وخوفها من الشعور بالألم عند الاتصال الجنسي، خاصة وإن كانت مرت بتجربة الولادة الطبيعية وما يصاحبها من ألم بالغ، إلى جانب شعور بعض الزوجات بالذعر من احتمالية حدوث حمل مرة أخرى، كما أن المهبل يزداد جفافًا بعد الولادة، ويستمر ذلك الجفاف لمدة تصل إلى 3 أشهر، خاصة مع اتباع الأم الرضاعة الطبيعية، وهو ما يجعلها تشعر بالألم عند ممارسة العلاقة الزوجية.
وللقضاء على كل المشاكل السابقة يمكن للزوجة أن تهيئ نفسها لتلك التغيرات، وأن تقاوم عزوفها عن الاتصال الجنسي بعد الولادة، وخاصة بعد انقضاء فترة النفاس، بإقناع نفسها أن ممارستها مرة أو اثنين سوف يحفزاها على متابعة حياتها الجنسية، والتحدث مع الزوج عن مشاعرها ومدى تأثير الحمل والرضاعة عليها، حتى يتفهم موقفها ويساعدها على تخطيه.