الجزائر بدون ماء لثلاثة أيام.. عندما تصطدم الوعود الانتخابية للمرشح تبون مع الواقع المؤلم

صورة تعبيرية لانقطاع الماء. DR

في 21/08/2024 على الساعة 12:00, تحديث بتاريخ 21/08/2024 على الساعة 12:00

في الوقت الذي تتصاعد فيه درجات الحرارة المفرطة إلى مستويات قياسية، وتزداد وطأة الحملة الانتخابية للرئيس عبد المجيد تبون، وجد سكان عدة ولايات بينها العاصمة الجزائر أنفسهم محرومين من مياه الشرب لثلاثة أيام على التوالي. هذه الأزمة المستمرة تأتي على الرغم من وعود تبون المتكررة بحل أزمة المياه بشكل نهائي، من خلال مشاريع تحلية مياه البحر، وهو ما يكشف تناقضاً صارخاً بين التصريحات الرسمية والواقع المعيش.


تبدو المفارقة صارخة بين خطابات تبون الرنانة والواقع المرير الذي يعيشه الجزائريون يومياً. ففي حين يعمد الرئيس المنتهية ولايته إلى ترويج إنجازاته المزعومة في مختلف المجالات، تتفاقم معاناة المواطنين تحت وطأة الحر والعطش، مما يجعل وعوده الانتخابية تبدو مجرد سراب لا يسمن ولا يغني من جوع.

وعود تبون المتبخرة

لم يمض سوى يومان على الخطبة العصماء التي ألقاها « المترشح الحر » تبون من قسطنينة، والتي ادعى خلالها، من بين هرطقات كثيرة، يدعي فيها أنه قد نجح في حل أزمة المياه بفضل مشاريع تحلية مياه البحر، وجد سكان عدة ولايات بينها العاصمة الجزائرية أنفسهم محاصرين بأزمة مائية تتفاقم يومًا بعد يوم.

فقد أعلنت شركة المياه والتطهير للجزائر « سيال »، اليوم الأربعاء 21 غشت، عن « تذبذب حاد » في خدمة التوزيع سيتسبب في انقطاع مياه الشرب لمدة ثلاثة أيام عن ولايتي الجزائر وتيبازة.

تعلم شركة المياه والتطهير للجزائر " سيال " زبائنها عن برمجة شركة " مياه تيبازة " أشغال على مستوى محطة تحلية مياه البحر...

Publiée par ‎سيال العاصمة - SEAAL Alger‎ sur Mercredi 21 août 2024

ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تضاعف الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب من معاناة المواطنين، الذين يرون في هذه الأزمة انعكاساً حقيقياً لفشل الحكومة في إدارة الموارد الحيوية.

غضب شعبي متزايد

مباشرة بعد بث هذا الإبلاغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعل غضب الجزائريين الذين ضاقوا ذرعًا بهذه الانقطاعات التي لا تنتهي.

#سيال: تذبذب في برنامج التوزيع عبر 21 بلدية إلى غاية السبت التفاصيل: https://chrk.tv/9yns

Publiée par Echorouk online sur Mercredi 21 août 2024

وكتب مواطنون تعليقات غاضبة ومستنكرة على منصات التواصل الاجتماعي، تعبر عن مدى السخط والإحباط من الوضع الراهن.

صراع يومي بحثا عن قطرة ماء

في ظل الانقطاعات المستمرة، يضطر الجزائريون إلى البحث عن بدائل غير آمنة للحصول على المياه، وهو ما يزيد من عبء الحياة اليومية في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

فبينما يضطر البعض إلى شراء مياه مجهولة المصدر بأسعار مرتفعة من صهاريج متنقلة غير صحية، يلجأ آخرون إلى البحث عن آبار عشوائية للحصول على كمية قليلة من المياه تكفي لسد حاجاتهم الأساسية.

#سيال: تذبذب في توزيع المياه عبر 21 بلدية إلى غاية السبت التفاصيل: https://2u.pw/PjqfM81E

Publiée par ‎نيوز الجزائر News Eldjazair‎ sur Mercredi 21 août 2024

هذا الواقع المزري يعكس مدى عمق الأزمة ويضع النظام أمام مسؤولياته في إيجاد حلول دائمة وفعالة.

أزمة ممتدة وآفاق غامضة

لم تقتصر أزمة المياه على العاصمة فقط، بل امتدت لتشمل العديد من المناطق الأخرى، بما في ذلك الشريط الساحلي والمناطق الداخلية التي تشهد نفس المشكلات.

في الغرب الجزائري، على سبيل المثال، تعاني مدن كبيرة مثل وهران من انقطاع المياه لأسابيع، مما أدى إلى احتجاجات واسعة في مناطق مثل تيارت.

ومع استمرار هذه الأزمة، يتضح أن المشكلة ليست مجرد عطل تقني عابر، بل هي مشكلة هيكلية تعكس الفجوة الكبيرة بين وعود الرئيس عبد المجيد تبون والواقع. وبينما تستمر هذه الأزمة في تعميق معاناة المواطنين، يبقى السؤال قائماً: إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟ وهل سيتمكن النظام المنشغل بإحماء الحملة الانتخابية لمرشحه من إيجاد حل جذري يضع حداً لهذه الأزمة التي تؤرق حياة الجزائريين يوميًا؟

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 21/08/2024 على الساعة 12:00, تحديث بتاريخ 21/08/2024 على الساعة 12:00