ورغم أن وسائل الإعلام الجزائرية عمدت إلى التغطية عن الجانب المظلم من هذا الإعفاء، من خلال التركيز على سيرة المسؤول الجديد وإهمال ذكر مصير المسؤول المعفى، مروجة أن هذا التغيير الإداري « يأتي ضمن سلسلة من التعديلات الهيكلية في المؤسسات الإعلامية الجزائرية »، إلا أن الشارع الجزائري والمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي لم يترددوا في طرح فرضياتهم الخاصة.
ردود الفعل والتكهنات
لم يتم الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لإقالة بوقابس، إلا أن الشارع الجزائري والمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي لم يترددوا في طرح فرضياتهم الخاصة.
ورجح البعض أن يكون القرار نتيجة لـ« غضبة » من الجنرال سعيد شنقريحة. وفي هذا السياق، كتب مواطن يدعى عبد العزيز تعليقاً على فيسبوك يقول فيه: « شنقريحة يقوم بطرد وإقالة مدير الإذاعة الجزائرية بسبب فضيحة تصريحاته الأخيرة».
من ناحية أخرى، أشار بعض المعلقين إلى أن الإقالة قد تكون بسبب « الانقطاع المفاجئ للبث التلفزيوني في نشرة الواحدة ظهر الأحد 4 غشت، الذي دام حوالي خمس دقائق ». بينما عبر آخرون عن استيائهم من روتينية التغييرات الإدارية التي لا تؤدي إلى تحسينات حقيقية في الأداء. حيث كتب الصادق يقول: « احترمو عقولنا من فظلكم هل هذا تغيير، شوفولنا القطاعات الحساسة وعالجوها كما قطاع الصحة والاشغال العمومية والتربية... »، ليرد عليه كريم معلقا: " شغل دومينو كل خطرة بدل هذا بهذا.. »، فيردف من بعده هشام بكتابة تعليق ساخر يعبر عما يخالجه: " وإن شاء الله يوم 7 سبتمبر (يوم الانتخابات الرئاسية) يكون يوم لإنهاء مهام رئيس الجمهورية هههه ».
وبرأي ناصر فإن هذه الإقالات لا تغير شيئا من الوضع السائد في البلاد، حيث قال: « لا تغير لا جديد لا تقدم لا احترافية.. رغم صرف أموال طائله من طرف الدوله.. صوره قديمه.. لواجهة دوله قاره؟!؟!، قبل أن يرد عليه عابد جازما بأن " إنهاء المهام يعني إكمال الفساد السابق لي راح يحكم بعده.. يجب التوقيف والمحاسبة ».
أما نسيم فقد نظر إلى الأمر من زاوية أخرى، حيث كتب يقول: " إطارات الجزائر يخدم شهرين ويدي تقاعد مدى الحياة ». بيد أن أطرف تخمين حول أسباب هذا الإعفاء هو لجزائري يدعى ناجي، حيث تساءل ساخرا: « هل سبب إنهاء مهامه هو ذكره للمغرب؟ ».
شنقريحة يحاصر التلفزيون
كشف عبد الرحيم منار السليمي، أستاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الجنرال شنقريحة لم يكتفِ بإنهاء مهام بوقابس، بل أقدم على اعتقاله مباشرة بعد القرار.
وأوضح السليمي من خلال بث مباشر على قناته على يوتيوب مساء الثلاثاء 6 غشت 2024، أن « معلومات مسربة من أحد قيادات الحرس الجمهوري تشير إلى أن كتيبة شنقريحة انتقلت وحاصرت مبنى التلفزيون واعتقلت بوقابس ».
ويرى منار السليمي أن « المشهد شبيه بما كان قام به السعيد بوتفليقة وتوفيق مدين لما كانا قد أعدا وثيقة عزل القايد صالح وقاما بإرسالها للتلفزيون، لكن القايد صالح علم بالخبر فحاصر التلفزيون آنداك في سنة 2019 وحجز الوثيقة » .
سياق الإقالة
ليست هذه المرة الأولى التي يقدم فيها النظام المتعجرف على عزل مدير التلفزيون الجزائري بشكل مفاجئ. ففي دجنبر من عام 2022، تم إنهاء مهام شعبان لوناكل بعد سنة ونصف من تعيينه، وذلك بسبب ما قيل وفق معطيات إعلامية إنه « خطأ جسيم » بعد أن سمح بإذاعة خبر تأهل المنتخب المغربي لنصف نهائي كأس العالم، بعد فوزه على المنتخب البرتغالي بهدف لصفر في ربع النهائي في البطولة في قطر.
وكانت وسائل الإعلام الجزائرية قد مارست آنداك تعتيما « غريبا » على نتائج المنتخب المغربي في كأس العالم، بل كانت تتفادى ذكر فوز « أسود الأطلس » وتذيع في نشراتها الإخبارية المنتخبات التي لعب معها المنتخب المغربي ونتائجها دون ذكر من أخرجها من المونديال.
وفي ظل هذه « اللخبطة » التي يعيشها مسؤولو بلاد " القوة الضاربة »، يبقى الشارع الجزائري حائرا وهو يتساءل عن الجدوى من هذه التغييرات الإدارية المتكررة، في ظل غياب تحسينات فعلية تنعكس إيجابا على البلاد والعباد.