شطحات وهفوات تبون خلال أداء اليمين الدستورية تواصل إثارة سخرية الجزائريين

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال أدائه لليمين الدستورية يوم 17 شتنبر 2024

في 19/09/2024 على الساعة 18:38

فيديورغم مرور ثلاثة أيام على الاستعراض المسرحي للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال أدائه لليمين الدستورية، لا تزال مقاطع الفيديو الكوميدية التي تسخر من هفوات وشطحات رئيسهم الفاقد للشرعية تجذب اهتمام الجزائريين. وباتت هذه المشاهد الهزلية محورا للتندر، حيث تعكس فقدان تبون لهيبة رئيس دولة.


منذ عشية الثلاثاء 17 شتنبر، ما يزال مواطنون جزائريون يتداولون على نطاق واسع مقاطع فيديو ترصد مواقف مضحكة من حفل أداء اليمين الدستورية. من الأخطاء اللغوية لـ »عمي تبون » إلى المشاهد الساخرة، شكّل حفل أداء اليمين مادة دسمة للسخرية بين الجزائريين.

فبدلا من الاهتمام بما قاله الرئيس المعاد انتخابه في خطابه بعد أداء اليمين، ركز الجزائريون على تفاصيل استعراضه الهزلي، حيث ترصدوا مواقفه البهلوانية وأخطاءه المثيرة للضحك أثناء تقليد دستوري يفترض أن يظهر فيه الرئيس بما يليق بمكانته.


مسرحية الزعيم تبون

على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق رواد الشبكات بالجزائر مصطلح « مسرحية الزعيم تبون » على حفل أداء القسم، وذلك بسبب الكم الهائل من المواقف الكوميدية التي رافقت الحدث. بين الأخطاء البروتوكولية والزلات اللغوية، لم يتوقف الجزائريون عن مشاركة مقاطع الفيديو التي تظهر رئيسهم في مواقف محرجة.

كما لم تسلم حشود المسؤولين الذين حضروا الحدث من السخرية، حيث رصدت عدسات الكاميرات العديد منهم وهم في حالة نوم عميق أثناء خطاب الرئيس، وأبرزهم قائد أركان الجيش السعيد شنقريحة (79 سنة)، الذي يعتبر الحاكم الفعلي في نظام العسكر الجزائري المستولي على السلطة.

هذه المشاهد التي تم تداولها في بشكل ساخر، أخرجت الحدث من إطاره الرسمي وجعلته يبدو كمسرحية هزلية، لكن كثيرين اعتبروها انعكاسا لحالة الانفصال التام بين الطبقة الحاكمة والشعب، الذي تُرك يعاني وحده من أزمات مستمرة.


وعود فارغة وديمقراطية زائفة

وعود تبون بالإصلاحات السياسية وتعزيز الحريات لم تعد تلقى أي صدى لدى الجزائريين. فقد سبق أن أطلق وعودا مشابهة في عام 2019، لكن الواقع أثبت أنها مجرد شعارات انتخابية فارغة.

لذلك لم يهتم الكثير من الجزائريين بحديث تبون عن « حوار وطني شامل لتعزيز المكاسب الديمقراطية الحقة »، بل تذكروا وعوده السابقة التي أطلقها في حملته الانتخابية عام 2019. حيث وعد آنذاك بتحقيق الحريات وتعزيز الديمقراطية، لكن النتيجة كانت سجن المعارضين والصحفيين وإسكات الأصوات الناقدة.

ويبدو أن تبون يكرر نفس الخطاب الذي استخدمه منذ عهدته الأولى، معتمدا على أرقام خيالية ووعود لا يصدقها المنطق.

وبالنسبة للكثيرين، فقد كان الوضع خلال العهود الأربعة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة (على علاته الكثيرة) أفضل بكثير، حيث تتزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في عهد تبون مع استمرار القبضة الحديدية للنظام.

الجزائر.. سجن مفتوح للمعارضين

في وقت وعد فيه الرئيس الجزائري بإحداث تغييرات سياسية خلال عهدته الثانية، تجمع المنظمات الحقوقية وشخصيات معارضة على أن الجزائر تحولت إلى « زنزانة » للمعارضين والإعلاميين. حيث اضطر الكثيرون إلى الهروب خارج البلاد تفاديا للسجن والملاحقات التي توصف بأنها ملفقة، فيما يعبر الشارع الجزائري عن حالة من اليأس والإحباط من أي تغيير حقيقي، ما يؤكد أن الدعوات إلى الإصلاح السياسي والديمقراطية ما هي إلا شعارات جوفاء.

ويؤكد العزوف الكبير عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عدم ثقة الجزائريين في النظام السياسي الحالي، وهو ما دفع العديد من المنظمات الدولية إلى التحذير من استمرار الديكتاتورية في البلاد، مؤكدة أن استمرار تبون (أي النظام العسكري) في الحكم سيؤدي إلى المزيد من التدهور على جميع الأصعدة، ويكرس نظاما دكتاتوريا يفتقد للشرعية الشعبية، في وقت يبدو فيه المستقبل أكثر غموضا بالنسبة للجزائر وشعبها.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 19/09/2024 على الساعة 18:38