انقسم رواد الانترنيت حيال تصريحات عبد المجيد تبون، مرشح النظام العسكري للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 7 شتنبر 2024، بين من اعتبرها « خطيرة » و »غير مسبوقة » وآخرون قالوا إن كلام تبون « غير مسؤول » قد « أحرج مصر »، وبين من حاول التقليل من خطورة ما تفوّه به تبون وعدّ ذلك التصريح « مجرد كلام انتخابي » لا يستند إلى واقع ملموس.
أكثر رواد الانترنيت الذين استفزتهم تصريحات تبون حول غزة، هم المصريون الذين لم يتركوا منصة رقمية جزائرية إلا ودونوا فيها ردودهم الغاضبة أحيانا، والساخرة أحايين أخرى.
مصريون يسخرون من الرئيس الجزائري
تفاعل المصريون بقوة مع تصريحات تبون، حيث علق أحدهم في صفحة جريدة جزائرية على فيسبوك قائلاً: « تعال ياحبيبي معبر رفح مفتوح طول الوقت. تعالى حررها بالفعل وليس بالكلام والشعارات الرنانة ». فيما كتب آخر على منصة « إكس »: « اتفضل ورينا شجاعتك، رجاءً من الأخ تبون، حابب تكسب أصوات انتخابية في بلدك أنت حر، لكن لا تذكر مصر ».
وكتب أحد النشطاء المصريين على منصة « إيكس » قائلا إن « الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خرج ليزايد علينا ويقول إن مصر منعت الجزائر من التدخل العسكري في غزة، وإن الجيش الجزائري جاهز للتدخل الفوري لو فُتحت الحدود بين مصر وغزة ». بينما علّق آخر قائلاً: « رئيس الجزائر تبون يطالب مصر بفتح الحدود ويعلن أن الجيش الجزائري جاهز للذهاب إلى فلسطين. تصريح خطير وضع مصر في موقف محرج ».
ورد آخرون بأسلوب ساخر، حيث قال أحدهم: « تبون في خطابه الانتخابي يقول الجيش الجزائري جاهز فقط نريد من مصر تفتح لنا الحدود.. في الوهلة الأولى ظننا أن الجيش ذاهب ليحرق تل أبيب ولكن في النهاية قال الجيش سيبني 3 مستشفيات في غزة! ».
فيما خاطبه أخر بلقب « عمي تبون » الذي يناديه به الجزائريون، قائلا: « عمي تبون يستغل القضية الفلسطينية في حملته الانتخابية من أجل انتخابات مزورة مسبقا لصالح الرئيس الجزائري ».
وبأسلوب فيه كثير من السخرية، قال أحد المعلقين: « تبون في خطابه الانتخابي يقول الجيش الجزائري جاهز فقط نريد من مصر تفتح لنا الحدود.. في الوهلة الأولى ظننا أن الجيش ذاهب ليحرق تل أبيب ولكن في النهاية قال الجيش سيبني 3 مستشفيات في غزة! »، متسائلا: « أليس الأولى أن تبنيها للجزائريين؟ عدد المستشفيات في غزة 36 مستشفى أكثر من مستشفيات عاصمتك! ».
وفضل عدد من المصريين إعادة نشر مقطع فيديو للرئيس المصري السابق حسني مبارك وهو يرد سنة 1989 على دعوات ترغب في تحرير القدس إلى « التدخل الفعلي بدلاً من الاكتفاء بالكلام »، معتبرين هذا الرد هو الأنسب لتبون الذي يطلق مجرد كلام على عواهنه.
تبون يحلم بأن يصبح «بطلا قوميا»
في ظل مشهد سياسي يتسم بالكثير من التحديات الداخلية والخارجية، يبدو أن تبون اختار ساحة جديدة لعرض « قوة الجزائر الخارقة » والتي تقتصر على وعود مثيرة للسخرية بالنسبة للكثيرين. بينما يعاني الشعب الجزائري من قضايا داخلية ملحة، يركز تبون على أهداف خيالية تتجاوز بكثير قدرات الجزائر الحالية.
ويبدو أن الحملة الانتخابية لتبون قد دخلت مرحلة جديدة من مغامرة غير محسوبة العواقب، حيث يسعى لتصوير نفسه كـ »بطل قومي » قادر على تحقيق المستحيلات. ومع ذلك، فإن الواقع المزري الذي يتخبط فيه الجزائريون يشهد على فشل الرئيس في جميع الأصعدة، مما يثير التساؤلات حول جدوى هذه الوعود وما إذا كانت ستعزز شعبيته أم تهرق ما بقي من ماء وجهه.