وتأتي مخاوف الفرنسيين من حشرة البق، بسبب غزوها للأماكن العامة والمؤسسات السكنية، بشكل غير مسبوق، بما في ذلك الفنادق والملاعب الرياضية المستخدمة في الألعاب الأولمبية المقبلة، ما يمكن أن يؤثر سلباً على تجربة الزوار والرياضيين الدوليين، إضافة إلى الآثار السلبية والوخيمة على الاقتصاد الفرنسي وصناعة السياحة، وهو ما يمكن أن يتسبب في خسائر مالية كبيرة، إذ أضحى الموضوع يؤثر في قرار السياح والزوار لزيارة فرنسا خلال الألعاب الأولمبية خوفًا من العدوى.
وتناولت وسائل الإعلام الفرنسية هذا الموضوع بكثير من السخرية اللاذعة، خاصة بعد « عجز الحكومة » عن معالجة المشكل، وتقديم حلول ناجعة للمواطنين، حيث تم استخدام عناوين في الصحف والمجلات مثل « حشرة البق: المفاجأة الصيفية الكبيرة في فرنسا! »، « حشرة البق تأخذ عرش السلطة في فرنسا! » و »الحكومة تحارب حشرة البق بالمكانس! »،
وأدى عجز الحكومة الفرنسية في مواجهة حشرة البق إلى تصاعد الغضب والسخط بين المواطنين الفرنسيين، خاصة بعدما أصبحت هذه الحشرة تهدد صحة وراحة المواطنين، إذ سأل أحد المواطنين « هل فشلت الحكومة الفرنسية في حماية مواطنيها من هذا التهديد الصحي والبيئي؟ »، فيما اعتبر آخرون أن الحكومة تأخرت في التفاعل والاستجابة مع الموضوع، إضافة إلى عدم وضوح الخطة لمكافحة هذه المشكلة، وغياب الإرشادات والتوجيهات حول كيفية التعامل مع حشرة البق والوقاية منها، يجعلهم المواطنين في حيرة وعجز في التعامل مع المشكلة.
تجدر الإشارة إلى أن حشرة البق، هذا الكائن الصغير غير المرغوب فيه، يمكن أن يحمل معه تأثيرات كبيرة وأضراراً لا تُستهان بها، ويعتبر وجوده في المنازل والأماكن العامة ظاهرة مزعجة للكثيرين، ولكن الأضرار الحقيقية تتجاوز مظهره الصغير، حيث يمكن أن تسبب لدغاتها حكة وتهيجاً جلديًا، قد تؤدي إلى التهابات، إذ أن بعض الأشخاص قد يكونون معرضين لتطور ردود فعل جلدية خطيرة نتيجة للتعرض المتكرر.
وإضافة إلى الأثر الصحي، فقد تسبب حشرة البق أحيانًا في آثار نفسية سلبية على الأفراد والأسر، حيث أن وجود حشرة البق في المنزل يمكن أن يسبب القلق والاكتئاب للسكان، نظرا لشعورهم بعدم الراحة والاضطراب نتيجة للتهديد المحتمل لصحتهم وسلامتهم.