أفادت قصاصة حديثة لوكالة « فرانس برس » أن احتجاجات شعبية اندلعت أول وثاني أيام عيد الأضحى في عدة مناطق من ولاية تيارت غرب الجزائر بسبب عدم حل مشكل انقطاع مياه الشرب رغم وعود الحكومة بالقضاء على الأزمة قبل العيد بطلب من الرئيس عبد المجيد تبون.
وفي ظل تعتيم الإعلام الجزائري حول الأوضاع الحقيقية في الجمهورية وانشغالها فقط بـ« إنجازات » نظام العسكر الحاكم، كشفت عدة صفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تجدّد « الاحتجاجات وغلق الطرق » في تيارت (280 كلم جنوب غرب الجزائر) أمام السيارات يومي الأحد والاثنين المصادف ليومي العيد، الذي يكثر فيه استخدام الماء بعد ذبح الأضاحي.
وأشارت المصادر خاصة إلى الطريق الوطني رقم 14 بين فرندة ووسط مدينة تيارت، كما أظهرت الصور وضع أحجار ومتاريس لمنع مرور السيارات.
احتجاجات في الجزائر ضد العطش يوم عيد الأضحى
وكذلك فعل سكان حي 220 سكن بإغلاق الطريق الرابط بين وسط مدينة تيارت وبلدية بوشقيف على بعد نحو 18 كلم.
وعلى الصفحة الرسمية لشركة « الجزائرية للمياه » المسؤولة عن توزيع ماء الشرب في تيارت وولايات أخرى، علّق أحد متابعيها الأوفياء بالقول « وعودكم لسكان ولاية تيارت راحت هباء منثورا أول أيام العيد عدة مناطق بدون ماء؟؟ ».
وفي الرحوية التي تبعد نحو 40 كلم، نشر ناشطون أمس الاثنين فيديو لتجمع للمواطنين قال ناشره إنه لمحتجين « منعوا الوالي من مغادرة مقر الدائرة قبل أن يستمع لانشغلاتهم » بخصوص أزمة الماء.
وزار الوالي المنطقة بعد احتجاجات ليلية تم فيها حرق إطارات السيارات في اليوم الأول لعيد الاضحى، بحسب صفحة « صوت الرحوية ».
وتشهد تيارت الولاية شبه الصحراوية منذ ماي أزمة شديدة في توفير مياه الشرب بعد جفاف سد بخدة، المصدر الوحيد لتزويد المنطقة بالماء، ما تسبب في اندلاع احتجاجات عنيفة.
إقرأ أيضا : أزمة المياه في تيارت الجزائرية تشعل احتجاجات شعبية وأعمال عنف وشغب
ودفعت الأزمة الرئيس عبد المجيد تبون، في وقت يتم التحضير لانتخابات رئاسية مبكرة، لعقد اجتماع لجزء من مجلس الوزراء في 2 يونيو أمر خلاله « وزيري الداخلية والري بوضع برنامج استعجالي واستثنائي.. خلال 48 ساعة على أقصى تقدير ».
وفعلا توجه الوزيران إبراهيم مراد وطه دربال في اليوم الموالي إلى تيارت وقدما مخططا لحل مشكلة الماء « قبل عيد الأضحى »، غير أن أزمة الماء ما تزال مستمرة.
وعاد وزير الري يوم الجمعة الماضي إلى تيارت من أجل وضع حيز الخدمة مشروع تزويد مدينة تيارت بعشرة آلاف متر مكعب من مياه الآبار التي تم حفرها وربطها بالشبكة في ظرف أسبوعين.
وبينما تروج السلطات الجزائرية ووسائل إعلامها بأن أزمة المياه قد تم حلها، تتعالى شكاوى الجزائريين من عدة مناطق مشيرة إلى أن أزمة العطش متواصلة، حسب صفحة « الجزائرية للمياه ».
منذ انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون في دجنبر 2019 تراجعت الاحتجاجات لأسباب اجتماعية أو سياسية، لكن أزمة المياه في تيارت أعادت المخاوف لعودة المظاهرات ضد السلطة التي تريد الحفاظ على الهدوء قبل الانتخابات الرئاسية في 7 شتنبر 2024، ما أربك الحسابات السياسية لتبون الذي لم يعلن بعد ترشحه رسميا لها.