الكاتب الفرنسي-الجزائري، الذي أُلقي عليه القبض يوم السبت 16 نونبر 2024 في مطار الجزائر أثناء عودته من فرنسا، اختفى عن الأنظار منذ ذلك الحين تحت ذريعة الحبس الاحتياطي. وأُعلن اليوم الثلاثاء، أنه أُحيل إلى النيابة المختصة بقضايا الإرهاب، وفقا لبيان أصدره محاميه فرانسوا زيميراي ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
تهمة الإرهاب أصبحت أداة معتادة للنظام الجزائري ضد معارضيه السياسيين. الصحفي هشام عبود، الناشط القبائلي فرحات مهني، والمؤثر أمير دي زاد.. جميعهم تلقوا إدانات غيابية بهذه التهمة. لكن استخدام نفس الاتهام ضد كاتب ومفكر هو أمر يبدو غريبا للغاية. محامي الكاتب قال في تصريح له: « حرمان كاتب يبلغ من العمر 80 عاما من حريته بسبب كتاباته هو فعل خطير »، مضيفا أنه « مهما كانت الجروح أو الحساسيات التي أُثيرت، فإن هذا الإجراء غير مبرر ».
الجذور الحقيقية للقضية
خلفية القضية تتعلق بتصريحات أدلى بها بوعلام صنصال لوسيلة إعلام فرنسية، أكد فيها حقائق تاريخية تشير إلى أن أجزاء واسعة من الأراضي المغربية بترت لصالح الجزائر الفرنسية خلال فترة الاستعمار. هذه التصريحات اعتُبرت من قبل النظام الجزائري « مساسا بالوحدة الوطنية »، مما قد يُعرض الكاتب لعقوبة السجن المؤبد.
ردود فعل رسمية وأصداء إعلامية
وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية لم تُعلن عن اعتقال الكاتب إلا يوم الجمعة 22 نونبر، متهمة فرنسا بالدفاع عن « منكِر يحاول التشكيك في وجود الجزائر واستقلالها وتاريخها وسيادتها وحدودها ». ووصفت الكاتب بأنه « دمية ».
كاتب عالمي وموقف ثابت
بوعلام صنصال، أحد أبرز أصوات الأدب الفرنكوفوني المعاصر، اشتهر بكتاباته المناهضة للظلامية والداعمة للديمقراطية، التي تحمل نبرة نقدية لاذعة وتتناول المواضيع دون محظورات. ما يتعرض له اليوم يعكس، وفقا للمراقبين، انحدارا غير مسبوق في التعامل مع حرية التعبير والرأي في الجزائر.