التسممات الغذائية تضرب الجزائر بسبب انقطاعات الماء والكهرباء وانتشار الأطعمة الفاسدة

عناصر من الحماية المدنية الجزائرية يسعفون مصابا

في 14/08/2024 على الساعة 15:00, تحديث بتاريخ 14/08/2024 على الساعة 15:00

كشف وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي عن أرقام مخيفة بخصوص التسممات الغذائية في البلاد، حيث تم تسجيل 1614 حالة تسمم غذائي في ظرف شهرين، خلال الفترة الممتدة من 1 يونيو إلى 7 غشت 2024، وهي الفترة نفسها التي ارتفعت فيها وتيرة الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء في عدة ولايات جزائرية. وتعكس هذه الأرقام المرتفعة تدهور الوضعية البيئية والصحية في البلاد، ويعود ذلك إلى قلة النظافة بسبب الانقطاعات المستمرة للمياه في عدة ولايات، بالإضافة إلى الانقطاع المتواصل للكهرباء مما يتسبب في تلف الأطعمة وتلوثها نتيجة غياب أو عدم اشتغال آلات التبريد.

ونقلت وسائل إعلام جزائرية عن الوزير تأكيده خلال اليوم الإعلامي حول التسممات الغذائية أن 853 حالة منها وقعت في الفضاء التجاري، بينما تم تسجيل 717 حالة في المناسبات الخاصة مثل الأعراس والولائم، ما يمثل 47% من إجمالي الحالات المسجلة.

🔴وزير الصحة عبد الحق سايحي كشف عن تسجيل 1614 حالة تسمم غذائي خلال شهرين. 🔴الوزير سايحي، بمناسبة إشرافه على يوم إعلامي...

Publiée par santenews-dz.com sur Mardi 13 août 2024

وزير الصحة يدق ناقوس الخطر

وصف وزير الصحة الوضع بـ »الأمر الخطير للغاية »، خاصة خلال فصل الصيف، مؤكدا أن السبب الحقيقي راجع إلى « غياب سلسلة التبريد ووسائل التكفل بالأطعمة ».

وقال الوزير إنه تم إصدار تعليمات من مديرية الوقاية لضمان صيف عادي، مع التركيز على الجوانب الغذائية والنظافة. لكن رغم هذه الجهود، تم تسجيل رقم مرتفع لحالات التسمم.

📌كشف وزير الصحة عبد الحق سايحي، أنه تم تسجيل أرقام وخيمة بخصوص التسممات الغذائية. أين تم تسجيل 1614 حالة خلال...

Publiée par ‎Almostathmir - المستثمر‎ sur Mardi 13 août 2024

وفيات وأرقام مقلقة

من جهتها، كشفت منيرة قريشي، رئيسة لجنة الصحة والوقاية بوزارة الصحة، عن تسجيل 7 وفيات بسبب التسممات الغذائية بين سنتي 2023 و2024 في ولايات المسيلة، الجزائر العاصمة، المدية، قسنطينة، تيارت، مستغانم والبليدة.

الوضعية البيئية والصحية

تعد هذه الأرقام المرتفعة نتيجة لتدهور الوضعية البيئية والصحية في البلاد. ويعود ذلك إلى قلة النظافة بسبب الانقطاعات المستمرة للمياه في عدة ولايات، بالإضافة إلى الانقطاع المتواصل للكهرباء مما يتسبب في تلف الأطعمة وتلوثها نتيجة غياب أو عدم اشتغال آلات التبريد.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد الجزائر انتشارًا للحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري، مثل لحوم الحمير والكلاب والقطط، حيث يتم ترويجها بكثرة نتيجة للغلاء الناتج عن قلة القطيع الحيواني في البلاد.

وفي حادثة صادمة وقعت مؤخرًا في مدينة وهران، اكتشفت ورشة سرية تُعد لحوم « الشاورما » من دجاج فاسد منقوع في مادة كيميائية تستخدم لحفظ الجثث، مما أثار غضبًا واسعًا بين السكان وأثار استياءً شديدًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

التحديات المستقبلية

يحدث هذا في الوقت الذي تدعي فيه الجزائر بأنها حققت « الاكتفاء الذاتي » في كل المجالات بما فيها الإنتاج الفلاحي والزراعي. ولكن هذه الادعاءات تصطدم بالواقع المزري الذي يعاني منه المواطنون الذين يضطرون إلى الوقوف في طوابير طويلة من أجل الحصول على الماء والغذاء.

إن هذه الأرقام التي تم الكشف عنها ليست مفاجئة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها المواطن الجزائري، بما في ذلك نقص النظافة وانتشار المواد الغذائية الفاسدة. هذه الأوضاع هي نتيجة للسياسات الفاشلة للنظام العسكري، الذي لا تهمه صحة ورفاهية الشعب أكثر من حرصه على البقاء في السلطة والسيطرة على ثروات البلاد من النفط والغاز...

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 14/08/2024 على الساعة 15:00, تحديث بتاريخ 14/08/2024 على الساعة 15:00