ونقلت وسائل إعلام جزائرية عن الوزير تأكيده خلال اليوم الإعلامي حول التسممات الغذائية أن 853 حالة منها وقعت في الفضاء التجاري، بينما تم تسجيل 717 حالة في المناسبات الخاصة مثل الأعراس والولائم، ما يمثل 47% من إجمالي الحالات المسجلة.
وزير الصحة يدق ناقوس الخطر
وصف وزير الصحة الوضع بـ »الأمر الخطير للغاية »، خاصة خلال فصل الصيف، مؤكدا أن السبب الحقيقي راجع إلى « غياب سلسلة التبريد ووسائل التكفل بالأطعمة ».
وقال الوزير إنه تم إصدار تعليمات من مديرية الوقاية لضمان صيف عادي، مع التركيز على الجوانب الغذائية والنظافة. لكن رغم هذه الجهود، تم تسجيل رقم مرتفع لحالات التسمم.
وفيات وأرقام مقلقة
من جهتها، كشفت منيرة قريشي، رئيسة لجنة الصحة والوقاية بوزارة الصحة، عن تسجيل 7 وفيات بسبب التسممات الغذائية بين سنتي 2023 و2024 في ولايات المسيلة، الجزائر العاصمة، المدية، قسنطينة، تيارت، مستغانم والبليدة.
الوضعية البيئية والصحية
تعد هذه الأرقام المرتفعة نتيجة لتدهور الوضعية البيئية والصحية في البلاد. ويعود ذلك إلى قلة النظافة بسبب الانقطاعات المستمرة للمياه في عدة ولايات، بالإضافة إلى الانقطاع المتواصل للكهرباء مما يتسبب في تلف الأطعمة وتلوثها نتيجة غياب أو عدم اشتغال آلات التبريد.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد الجزائر انتشارًا للحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري، مثل لحوم الحمير والكلاب والقطط، حيث يتم ترويجها بكثرة نتيجة للغلاء الناتج عن قلة القطيع الحيواني في البلاد.
وفي حادثة صادمة وقعت مؤخرًا في مدينة وهران، اكتشفت ورشة سرية تُعد لحوم « الشاورما » من دجاج فاسد منقوع في مادة كيميائية تستخدم لحفظ الجثث، مما أثار غضبًا واسعًا بين السكان وأثار استياءً شديدًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
إقرأ أيضا : رعب في الجزائر: «شاورما» فاسدة ممزوجة بمادة حفظ الجثث!
التحديات المستقبلية
يحدث هذا في الوقت الذي تدعي فيه الجزائر بأنها حققت « الاكتفاء الذاتي » في كل المجالات بما فيها الإنتاج الفلاحي والزراعي. ولكن هذه الادعاءات تصطدم بالواقع المزري الذي يعاني منه المواطنون الذين يضطرون إلى الوقوف في طوابير طويلة من أجل الحصول على الماء والغذاء.
إن هذه الأرقام التي تم الكشف عنها ليست مفاجئة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها المواطن الجزائري، بما في ذلك نقص النظافة وانتشار المواد الغذائية الفاسدة. هذه الأوضاع هي نتيجة للسياسات الفاشلة للنظام العسكري، الذي لا تهمه صحة ورفاهية الشعب أكثر من حرصه على البقاء في السلطة والسيطرة على ثروات البلاد من النفط والغاز...