قضية بوعلام صنصال: نائب فرنسي يدعو إلى فرض عقوبات على النظام الجزائري

L'écrivain franco-algérien Boualem Sansal.

الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال

في 27/11/2024 على الساعة 17:08

في 26 نونبر، أثار النائب الفرنسي من حزب التجمع الوطني، غيوم بيغو، قضية اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر يوم 16 نونبر. وفي كلمته أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، انتقد بيغو صمت حكومة ميشيل بارنييه حول القضية ودعا إلى فرض عقوبات على النظام الجزائري.

منذ اختفاء بوعلام صنصال في 16 نونبر، وتأكيد وكالة الأنباء الجزائرية رسميا خبر اعتقاله من قِبل السلطات الجزائرية في المطار، تسير الحكومة الفرنسية بحذر شديد في التعامل مع القضية. ومع ذلك، تصاعدت الأصوات داخل الأوساط السياسية والثقافية في فرنسا للمطالبة بالإفراج عنه، مصحوبة بإدانة شديدة للنظام الجزائري.

ورغم هذا الضغط، لم يصدر عن حكومة ميشيل بارنييه أي تعليق رسمي على الحادثة. كل ما تم الإعلان عنه كان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون « قلق » بشأن هذه القضية، وفق مصادر مقربة من الإليزيه.

خلفية القضية وردود الفعل

في كلمته يوم 26 نونبر، طالب النائب غيوم بيغو رئيس الحكومة ميشيل بارنييه باتخاذ موقف واضح، قائلا: « نعلم جميعا قول الجنرال ديغول: لا يسجن فولتير. في الجزائر، أقدم نظام جشع وقمعي على اعتقال بوعلام صنصال، فولتير العربي، فولتير الجزائري، فولتير الفرنسي. فلماذا هذا الصمت القاتل من حكومتكم؟ »

بيغو انتقد فكرة أن الدبلوماسية الفعّالة يجب أن تتم بسرية، مؤكدا أن اعتقال كاتب يبلغ من العمر 75 عاما وتعرضه المحتمل لسوء المعاملة لم يكن سريا. كما أوضح أن هذا الاعتقال لم يتم على يد جماعة إرهابية، بل على يد دولة.

دوافع الاعتقال وأهدافه

بحسب بيغو، فإن اعتقال بوعلام صنصال هو « وسيلة استعراضية لإسكات الفكر النقدي وترهيب الجزائريين المحبين للحرية »، بما في ذلك الأمازيغ الذين دافع عنهم صنصال. كما أشار إلى أن النظام يسعى أيضًا لترهيب الملايين من مزدوجي الجنسية من الفرنسيين الجزائريين.

لكن الاعتقال ليس فقط لإسكات الأصوات الداخلية؛ بل هو وسيلة، وفقا لبيغو، « لتحدي فرنسا واختبار رد فعلها »، خاصة بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء، ما أثار حفيظة القيادة الجزائرية.

نفاق النظام الجزائري

ألقى بيغو الضوء على التناقضات في سياسات النظام الجزائري، مشيرا إلى ازدواجية الخطاب لدى بعض المسؤولين. استشهد على ذلك بوزير الإعلام الجزائري، محمد مزيان، المعروف بخطابه المعادي لفرنسا، بينما يدرس أطفاله في جامعات باريسية.

واستغل بيغو الفرصة لتسليط الضوء على المسؤولين الجزائريين الذين يحملون الجنسية المزدوجة، أو يعالجون في مستشفيات فرنسية، أو يمتلكون عقارات فاخرة في باريس، مشددًا على ضرورة الرد بفرض عقوبات تشمل تعليق التأشيرات وتهديد التحويلات المالية بين البلدين.

واختتم بيغو خطابه بتساؤل مهم: « ما قيمة الحماية التي يوفرها جواز السفر الفرنسي إذا لم تتحرك حكومتنا للدفاع عن أحد مواطنيها؟ »

ودعا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لفضح تناقضات النظام الجزائري والرد على تجاوزاته بحزم، حفاظا على قيم الحرية وحماية المصالح الفرنسية.

تحرير من طرف زينب ابن زاهير
في 27/11/2024 على الساعة 17:08