نفاق النظام الجزائري أمام المنتظم الدولي: يدعم المليشيات المسلحة ويدعي محاربة الإرهاب

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي

في 21/01/2025 على الساعة 19:00

في مشهد يعكس تناقضا صارخا، اشتكت الجزائر، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي برئاسة وزير خارجيتها أحمد عطاف، من تحول منطقة الساحل إلى بؤرة للإرهاب العالمي. وبينما قدّمت الجزائر نفسها كضحية لإرهاب يتفشى في القارة الإفريقية، تتكشف في الوقت ذاته ممارساتها المزدوجة بدعمها للمليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة.


خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي برئاسة الجزائر، اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025 بنيويورك، قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، إن «بؤرة الإرهاب العالمي انتقلت إلى منطقة الساحل الصحراوي التي أصبحت تتركز فيها أكثر من 48 بالمائة من الوفيات المرتبطة بالإرهاب في العالم».

أرقام مقلقة وواقع متناقض

كشف عطاف عن أرقام مروعة: منطقة الساحل تستحوذ على 48% من الوفيات المرتبطة بالإرهاب عالميا، مقارنة بـ1% فقط عام 2007.

وأضاف أن إفريقيا شهدت زيادة بنسبة 400% في الهجمات الإرهابية و237% في الوفيات خلال العقد الأخير، مع تسجيل أكثر من 3200 هجوم و13 ألف قتيل في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.

لكن هذه الأرقام تأتي في ظل تناقض واضح وتظهر الوجه الحقيقي لقادة النظام الجزائري الذين يزعمون قيادة جهود مكافحة الإرهاب على الرغم من إصرارهم على دعم المليشيات المسلحة وكل التنظيمات الانفصالية المصنفة من طرف دول العالم بأنها إرهابية، بينما يشتكون أمام المنتظم الدولي من نار الفتنة التي يتوقفون عن إشعالها في كل دول الجوار.

النزاع الجزائري-المالي

تفاقم التوتر بين الجزائر ومالي مؤخرا ليكشف عن علاقة الجزائر المشبوهة بالجماعات الإرهابية في المنطقة. في بيان شديد اللهجة، انتقدت وزارة الخارجية المالية تدخل الجزائر في شؤونها الداخلية ودعمها لجماعات مسلحة تزعزع استقرار مالي.

وأكدت الحكومة المالية أن خياراتها الاستراتيجية في محاربة الإرهاب يجب أن تظل سيادية وخاضعة لقرارات اتحاد دول الساحل، موجهة أصابع الاتهام إلى الجزائر بتقديم دعم مادي ولوجستي لهذه الجماعات.

إشعال الفتن الإقليمية

الجزائر، التي تدّعي التصدي للإرهاب، تواصل إشعال نار الفتن في دول الجوار عبر دعمها لحركات مسلحة تستهدف زعزعة الاستقرار. ويبرز ذلك جليًا في الخلاف مع مالي، حيث اتهمتها الأخيرة باستخدام الصراع في منطقة الساحل لتحقيق أهداف سياسية على حساب استقرار شعوب المنطقة.

ازدواجية النظام الجزائري

إن ازدواجية النظام الجزائري في التعامل مع قضية الإرهاب تفرض على المنتظم الدولي النظر بجدية في هذا الملف. فلا يمكن أن تكون الجزائر، التي تدعم المليشيات وتتهم دول الجوار بالتقصير، وسيطا نزيها في محاربة الإرهاب.

ولعل أقرب حل يكمن في دعوة الجزائر إلى التوقف عن تصدير أزماتها الداخلية وتوظيفها لأغراض سياسية، وإعادة توجيه جهودها لمعالجة مشكلاتها العميقة داخليا.

لا يزال نفاق النظام الجزائري يشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار المنطقة، ويكشف أن دعواته المتكررة أمام المنتظم الدولي لمحاربة الإرهاب ليست سوى محاولة يائسة لتبرير أفعاله المشبوهة أمام العالم.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 21/01/2025 على الساعة 19:00