روّجت بعض وسائل الإعلام الجزائرية على نطاق واسع لكون الجاني، الذي أجهز طعنا على اثنين من مواطنين داخل الفندق الذي يقيمون فيه بمكة المكرمة، يعاني من مرض نفسي، في محاولة منها تبرير فعلته الشنعاء.
تبرير جريمة قتل مزدوجة
في محاولة منها للتخفيف من حجم الفضيحة بل وتبريرها، سارع موقع الشروق نيوز إلى القول على ألسن مصادر من محيط الجاني المسمى وائل.ج، وهو شاب في الثانية والثلاثين من العمر، من مدينة قسنطينة، بأنه « يعاني منذ أكثر من عشر سنوات من مشاكل نفسية معقدة، لكنه بين الحين والآخر يعود إلى هدوئه ».
وذكر الموقع المذكور نقلا عن مصادره أن أهل الجاني « لجأوا إلى الرقاة في الفترة الأخيرة، ومن ثم إرساله في عمرة إلى البقاع المقدسة لاسترجاع عافيته »، مشيرين إلى أن الجاني لا تجمعه أية علاقة مع الضحيتين، وكلاهما في الستينات من العمر.
مطالب بإعدام الجاني
لم تفلح محاولة الإعلام الجزائري التقليل من فظاعة هاته الجريمة في تهدئة الرأي العام الغاضب من هذا السلوك الفظيع، الذي أساء إليهم وإلى بلادهم بسبب وقوعه في أقدس مكان على وجه الأرض.
ففي تعليقات لبعض الجزائريين على موقع فيسبوك، اعتبروا هذه الجريمة البشعة تلطيخ لسمعة الجزائر، وشددوا على مطالبة السلطات الجزائرية بإعدام المتهم، الذي يحاول البعض تعليق جرمه على مشجب المرض النفسي لتبرير فعلته الشنعاء.
وكتب أحدهم قائلا: «محاولة تبرير جريمة راح ضحيتها أبرياء، ستحاسبون أمام الله كما سيحاسب مقترفها »، وهو ما ذهب إليه معلق آخر، حين كتب: « قالوا مريض!! هذا يتسما كيركب فالمطار وقبلها راح للوكالة، و دار كامل الإجراءات مبانش بلي مريض.. وكي لحق لمكة واقعد فيها قريب عشرة أيام وقتلهم ضك بان بلي مريض.. ياو انتوما لي مرضى تجيبو نص خبر وتجو تجرو».
فرض شهادة الصحة العقلية على المعتمرين
أعلنت نقابة وكالات الأسفار أنها ستشترط مستقبلا شهادة سلامة الصحة العقلية في مناسك العمرة، وذلك حسبما ذكرت مواقع إخبارية محلية، حيث أشارت هذه الأخيرة إلى أن الحزن والصدمة خيِّما على كامل ولاية قسنطينة (التي ينحدر منها الجاني والضحيتين)، منذ مساء الإثنين الماضي، بعد تأكيد مقتل شيخين معتمرين، يدعيان « قويدر بوعبد الله» و«برادعي قدور»، في قلب مكة لمكرمة على يد شاب من نفس الولاية، كان برفقتهما في نفس غرفة الفندق التي جمعتهم في مكة المكرمة، في ظروف وصفتها الصحافة الجزائرية بكونها مازالت غامضة في مجملها.
واعتبر رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية والأسفار في تصريح لموقع جريدة « الشروق » الجزائرية، أن «الجريمة المروّعة التي وقعت في حق معتمرين اثنين، على يد شاب قيل أنه يعاني من أمراض عصبية حادة، (اعتبرها) مؤسفة للغاية، وتفرض على وكالات الأسفار إجراء تحقيق إداري حول الحادثة، مؤكدا أنها تعتبر سابقة من حيث بشاعتها، ومشيرا إلى أنه تقرّر التواصل مع الديوان الوطني للحج والعمرة، من أجل إضافة شروط جديدة في نقل المعتمرين، أو على الأقل جعلها موازية ومشابهة لما هو موجود في شروط مناسك الحج، حيث قال للشروق اليومي أنه في رحلة العمرة لا يتم اشتراط الشهادة الطبية التي تثبت السلامة العقلية، عكس ما هو مطلوب خلال أداء فريضة الحج.
ولتفادي الإحراج الذي سببته هذه الجريمة، اكتفت وكالة الأسفار التي سافر عبرها الضحيتأن والجاني، والمتواجدة بولاية برج بوعريريج، بنشر تعزية لأهل الضحيتين على صفحتها على الفايسبوك، رافضة التعليق على الحدث، في الوقت الذي اكتفى بيان الشرطة السعودية أو شرطة العاصمة المقدسة، بالتذكير بخبر قبضه على زائر من جنسية جزائرية، لاعتدائه بالطعن على زائرين من نفس الجنسية في أحد الفنادق، والهروب من مكان الجريمة، أدى إلى وفاتهما، وجرى إيقافه واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، وإحالته على النيابة العامة.