أثارت الصور المؤلمة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، لجثامين متكدسة ومرضى ينامون على الأرض في ممرات « مستشفيات » جنوب البلاد.. موجة من الغضب الشعبي داخل الجزائر وخارجه، مما عكس صورة قاتمة عن النظام الصحي في البلاد التي يحلو لرئيسها أن يصفها بـ »القوة الضاربة ».
وأجج الرد المتأخر لوزارة الصحة التي لم تتحرك إلا بعد « تعليمات » الرئيس عبد المجيد تبون، غضب الجزائريين من هذه الخطوة، التي جاءت حسبهم بعد فوات الأوان، إذ لم تكن سوى محاولة لإطفاء نار الغضب الشعبي الذي اشتعل بفعل الإهمال المتكرر.
وتعرض الرئيس تبون لنصيب وافر من التعليقات الساخرة، إذ ذكَّره الجزائريون بتعهداته السابقة، حين زعم بأنه سيبني 3 مستشفيات في غزة في غضون 20 يوما، بينما عجز اليوم عن إسعاف أبناء بلده.
إقرأ أيضا : الملاريا تقتل في جنوب الجزائر في تجاهل تام من قِبل النظام
وأعاد رواد التواصل الاجتماعي تداول مقاطع فيديو توثق التصريحات التي أطلقها « عمي تبون » في عام 2022.. حين ادعى بأن المنظومة الصحية الجزائرية « من أفضل المنظومات في إفريقيا »، وضجت مواقع التواصل بصور وفيديوهات تكذب ادعاء تبون وتعتبرها نكتة سوداء على حساب معاناة الشعب الجزائري.
كما لم يسلم الإعلام الرسمي من انتقادات الجزائريين، الذين عبروا عن استيائهم من انشغال وسائل الإعلام بالتطبيل لنشاطات العسكر ودميته الرئيس، ومهاجمة المغرب وفرنسا، بينما تجاهلت معاناة المواطنين وكأن البلاد تخوض حربا إعلامية في الخارج بينما شعبها يعاني من أزمات صحية واجتماعية واقتصادية طاحنة في الداخل.
في حين تحاول الجزائر تقديم صورة مثالية للعالم الخارجي، تبرز الحقيقة المرة في الداخل، حيث تُظهر الأزمات الصحية المتكررة سوء الإدارة والإهمال المستمر لنظام العسكر المستولي على الحكم منذ عقود.
إن الأزمات المتعاقبة التي تضرب الجزائر تكشف عن الأولويات الحقيقية للنظام، وتؤكد أن صحة المواطن لا تعدو كونها قضية ثانوية في حسابات الجنرالات الطاعنين في السن. وما يجري اليوم في الجزائر يطرح تساؤلات حقيقية حول مستقبل البلاد، وأين يكمن الحل في ظل نظام يثبت يوميا عجزه عن تلبية أبسط حقوق المواطنين.