وقال عمر خنيبيلا، إعلامي موالي سابق لجبهة البوليساريو، إن « أزمة ندرة المياه تصل مخيمات تندوف بالجزائر، وحالات العطش والصراع على الماء تصل مراحل خطيرة بين الساكنة وقيادات الرابوني. »
وأوضح خنيبيلا من خلال تدوينة على صفحته في فيسبوك، أن الأصوات تتعالى من فئات عديدة داخل المخيمات احتجاجًا على حالة التسيب والتمييز التي تطغى على عملية توزيع المياه.
وحسب هذا الإعلامي السابق لدى جبهة الانفصاليين، فإن سكان المخيمات يتهمون قيادات البوليساريو بتحويل شاحنات المياه إلى أماكن إقامة الزعماء وعائلاتهم، متجاهلين الاحتياجات الأساسية للسكان المحتجزين. واعتبر أن هذه الممارسات تزيد من حدة التوتر والصراع بين السكان والقيادات.
في الحاجة إلى تدخل عاجل
في ظل هذه الأوضاع، تتزايد الدعوات لتدخل دولي عاجل لمعالجة أزمة المياه في مخيمات تندوف، وضمان توزيع عادل ومنصف للمياه بين جميع السكان المحتجزين. كما تبرز الحاجة إلى تعزيز الرقابة الدولية على الأوضاع الإنسانية في المخيمات، والتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها دون تمييز أو تسيب.
ويرى خنيبيلا أن هذه التطورات تأتي في وقت يشهد فيه مجلس حقوق الإنسان انعقاد دورته الحالية، لذلك فإنه يدعو إلى ضرورة تسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعاني منها سكان المخيمات، في ظل استمرار أتباع البوليساريو في ترويج مغالطات وأكاذيب حول وضعية السكان في المخيمات، مما يضفي مزيدًا من الغموض على الحقائق في أرض الواقع.
وتعد أزمة المياه في مخيمات تندوف جزءًا من مشكلة أكبر تعاني منها الجزائر بشكل عام، مما يستدعي جهودًا متضافرة من الحكومة الجزائرية والمجتمع الدولي لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأزمة التي تهدد حياة الآلاف من السكان.
العطش يفجر غضباً واسعاً في الجزائر
تعاني الجزائر من أزمة حادة في نقص مياه الشرب، مما أدى إلى حالة من الغليان والغضب بين المواطنين. فقد تداول عدد من النشطاء داخل الجزائر وخارجها مقاطع مصورة تُظهر عدداً من المواطنين في حالة غضب بسبب ندرة المياه وانقطاعها المتكرر عن الأحياء السكنية ذات الكثافة العالية في العاصمة وضواحيها. فترات الانقطاع تجاوزت اليومين، مما دفع المواطنين للتعبير عن استيائهم الشديد.
إقرأ أيضا : الجزائر: العطش يُخرج المواطنين إلى الاحتجاج يوم عيد الأضحى
في مقطع مصور حصد ملايين المشاهدات على منصتي يوتيوب وفيسبوك، علقت مواطنة جزائرية قائلة إن الأسر في العاصمة لا تجد المياه للاستحمام أو للاستخدام في دورات المياه، وأن الوضع أصبح غير طبيعي ويشبه الأوضاع في دول إفريقيا خلال تسعينيات القرن الماضي.
وأضافت أن المياه المتوفرة بالكاد تكفي للشرب وأن جودتها رديئة جداً، مما قد يؤثر على مستوى النظافة ويزيد الوضع الوبائي تأزماً في البلاد.
طوابير المياه
انتشرت مقاطع أخرى لمواطنين يحملون حاويات وقنينات بلاستيكية فارغة، يقفون في طوابير طويلة أمام ساقيات مياه عمومية في مدن جزائرية كبيرة يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة.
ويضطر آخرون للسير مسافات طويلة وشاقة بحثاً عن ينابيع جارية. وبدأت دعوات للنشطاء إلى تنظيم مسيرة مليونية باتجاه قصر المرادية للتعبير عن الغضب من عجز نظام الرئيس تبون عن تحقيق الوعود الانتخابية وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
سلطات الجزائر ونظرية المؤامرة
كعادتها كل مرة، لم تجد السلطات الجزائرية ما تعلق عليه فشلها في تدبير أزمة نقص المياه غير الاختباء وراء « نظرية المؤامرة »، حث ادعت هاته المرة بأن أياد تخريبية خارجية تقوم بتلويث الخزانات المائية برمي جثث القطط والكلاب فيها.
وبررت السلطات سبب الانقطاع المتواصل في تزويد المواطنين بالمياه بدعوى « تنظيف المياه وإعادة تطهيرها من الملوثات ». لكن المواطنين ردوا على هذه الأكاذيب بتصوير السدود التي تراجعت حقينتها إلى أقل من 5%، مما اضطر السلطات إلى وضع مضخات لدفع المياه إلى الأنابيب بعدما تعذر شفط المياه عبر الأنفاق المخصصة لتوليد الطاقة بسبب اختلاطها بالأوحال.
اتهامات بتفويت الموارد المائية
غرد عدد من جزائريي المهجر باتهام السلطات بتفويت المنابع والفرشات المائية إلى مجمع « سفيتال » لرجل الأعمال ربراب، إلى جانب عدد من المستثمرين الذين يمثلون اللوبي الفرنسي في الجزائر. كما اتهموا السلطات بالتوقف عن إنشاء السدود وتحويل ميزانياتها إلى الجيش.
إقرأ أيضا : اختطافات واعتقالات وتعذيب في مخيمات تندوف
ويتزايد الضغط على الحكومة الجزائرية والمجتمع الدولي للتدخل العاجل لمعالجة أزمة المياه وضمان توزيع عادل ومنصف للمياه بين جميع السكان. كما تبرز الحاجة إلى تعزيز الرقابة الدولية على الأوضاع الإنسانية في المخيمات والتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها دون تمييز.
ومن الجدير بالذكر أن الجزائر شهدت في الأيام الأخيرة، التي تزامنت مع عيد الأضحى، احتجاجات شعبية متفرقة وغلق للطرق أمام السيارات بسبب انقطاع المياه ونذرتها في عدة ولايات.
هذه الاحتجاجات تأتي كصدى لأزمة أعمق تضرب بلاد « القوة الغارقة في الفساد »، في وقت يصر فيه حكامها على تبذير أموال الشعب في إشعال الفتن بين البلدين الجارين وتغذية الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية.