تغير المناخ وراء مصرع 800 شخص بحوض بحيرة تشاد

DR

في 18/11/2022 على الساعة 15:34

حصيلة ثقيلة تلك التي خلفتها، الفيضانات بالمناطق المتاخمة لبحيرة تشاد غربي إفريقيا، حيث تجاوزت حصيلة الخسائر البشرية 800 شخص خلال 5 أشهر، وذلك بسبب الآثار السلبية للنشاط البشري على المناخ.

ووفق ما نقلته وكالة الأناضول، جاء ذلك في دراسة صادرة عن (World Weather Attribution group) وهي مجموعة دولية معنية ببحوث الطقس، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 27"، المنعقد بمنتجع شرم الشيخ بمصر منذ 6 نونبر.

وذكرت الدراسة أن هطول الأمطار خلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر الماضيين، كان شديد الغزارة وأيضا مكثف في فترة أقل من المعتاد.

وربطت الدراسة الزيادة في الأمطار المدمرة بالممارسات الإنسانية المتسببة بدورها في الانبعاثات وفي التغيرات المناخية.

وأضافت أن الأمطار الغزيرة ضاعفت من الآثار المدمرة في المناطق المجاورة لبحيرة تشاد التي تمتد سواحلها على كل من دول تشاد والكاميرون والنيجر ونيجيريا.

وأوضحت الدراسة أن المنطقة سجلت ارتفاعا كبيرا في معدلات الأمطار الهاطلة على بحيرة تشاد غرب إفريقيا، أكثر بنحو 80 مرة من الوضع في ظل غياب الآثار السلبية للنشاط البشري على المناخ.

وتابعت أن وجود السكان في المناطق المتاخمة للبحيرة زاد من أثر الفيضان، حيث يحطها حوالي 30 مليون نسمة، وهو ما تسبب في مقتل أكثر من 800 شخص من الدول الأربع في الفترة المذكورة، بخلاف الوضع السياسي غير المستقر والفقر الشديد في تلك المناطق.

واعتمدت الدراسة التي قام بها 22 عالما من 9 دول مختلفة على نموذج معتمد عالميا يقوم بتحليل البيانات التي جرى جمعها خلال الثلاث أشهر المطيرة، وتحليل ما إذا كان تغير المناخ المدفوع بممارسات بشرية قد أدى إلى تغيير احتمالية وشدة هطول الأمطار الموسمية فوق حوض بحيرة تشاد.

كما تم في إطار الدراسة مقارنة المخرجات مع السجل التاريخي لبيانات الطقس في البحيرة، ونماذج المناخ مع أو بدون الأنشطة البشرية التي تغير المناخ.

ووصف الدراسة الفيضانات التي ضربت المناطق المحيطة بالبحيرة بأنها "الأكثر دموية على الإطلاق في المنطقة".

ففي نيجيريا قُتل 612 شخصًا وتشرد 1.5 مليون وتضرر حوالي 570 ألف هكتار من الأراضي الزراعية؛ أما النيجر فقُتل فيها 195 شخصا، وفي تشاد 22، كما تأثرت الكاميرون وبنين في الفترة الممتدة بين يونيو وأكتوبر.

وطالب الباحثون الدول الغنية بالتمويل والاستثمار في محطات الطقس لمساعدة الناس في المناطق الضعيفة مناخياً على فهم تقلبات الطقس بشكل أفضل والاستعداد لتأثيرات تغير المناخ.

يذكر أن البحث جرى بإشراف مجموعة "World Weather Attribution group" والتي أجرت دراسة أخرى عام 2021 عن الجفاف الذي ضرب مالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا وتشاد، وتسبب في انخفاض شديد في إنتاج المحاصيل، وساهم في حدوث أزمة غذاء في العام التالي.

تحرير من طرف Le360 / وكالات
في 18/11/2022 على الساعة 15:34