وأوضحت المصادر ذاتها، أن الطلبة، مدعومين بمواطنين، انطلقوا في مسيرة من ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة صوب البريد المركزي، وسط انتشار مكثف لقوات الأمن كما جرت العادة.
وأضافت أن الطلبة، الذين غيروا على غير العادة مسار المسيرة، حيث مروا عبر شارع زيغوت يوسف، رددوا شعارات تطالب برحيل النظام، وبتلبية مطالب الحراك، من قبيل "دولة مدنية وليس عسكرية".
كما عبر المتظاهرون عن رفضهم للانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، المقررة في 12 يونيو المقبل، مجددين التأكيد على أن "المشكل يكمن في الشرعية"، وواصفين حل المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان) بأنه مجرد "مسرحية".
وبحسب وسائل الإعلام الجزائرية، فقد تدخلت قوات الأمن بشكل وحشي في حق طلبة جامعة عبد الرحمان ميرة في بجاية (شرق)، بعدما حاولوا تنظيم مسيرة سلمية حاشدة بشوارع المدينة.
وأشارت إلى أن قوات الأمن انهالت بالضرب على الطلبة، مما تسبب في إصابة عدد منهم بجروح، مبرزة أن العديد من الأصوات ارتفعت في بجاية للتنديد بالقمع الذي تعرض له الطلبة.
ونقلت عن عثمان معزوز، المكلف بالإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أحد أبرز أحزاب المعارضة الجزائرية، قوله إن "المسيرة الأسبوعية للطلبة في بجاية تعرضت لقمع مفرط من قبل مصالح الأمن"، مضيفا أنه تم نقل أحد الجرحى إلى المستشفى.
وذكر معزوز بأنه كان قد تم، أمس الاثنين، في بجاية، منع تجمع سلمي، مشيرا إلى أن قوات الأمن أوقفت العديد من الأشخاص.
وأكد أنه "وحدها السلطة تتحمل المسؤولية عن تصاعد التدخلات العنيفة ضد المتظاهرين السلميين"، مبرزا أن "سياسة الهروب إلى الأمام التي ينهجها النظام بلغت أوجها، من خلال التعاطي مع المطالب المشروعة بالعنف، وهو ما يجسده انتهاك حرمة الحرم الجامعي، والقمع الوحشي للأساتذة والطلبة".
يذكر أنه بعد تعليق المظاهرات الاحتجاجية لحوالي سنة بسبب تفشي جائحة (كوفيد-19)، عاد آلاف الجزائريين، إلى النزول للشوارع، يومي الثلاثاء والجمعة، في مسيرات حاشدة، إيذانا باستئناف مسيرات الحراك الأسبوعية، المطالبة برحيل النظام، وبإرساء دولة الحق والقانون.