البوليساريو تعترف بوصول كورونا إلى المخيمات والجزائر تنفي

مخيمات تندوف

مخيمات تندوف . DR

في 17/07/2020 على الساعة 13:30

بينما أصدرت جبهة البوليساريو بيانا صحفيا تعلن فيه عن تسجيل حالات إصابة جديدة بكوفيد-19 في مخيمات لحمادة، سارعت الجزائر إلى إعادة "دميتها" إلى جادة الصواب. وقالت وسائل الإعلام الرسمية في الجزائر العاصمة إنه "لم يتم تسجيل أية حالة في المخيمات". فمن يكذب إذن؟

يوم الثلاثاء الماضي، أصدرت البوليساريو بيانا صحفيا، يحمل توقيع وزارة الصحة في الجمهورية الوهمية، أعلنت من خلاله أنه "بناء على المعلومات التي تتوفر عليها لجنة الوقاية من فيروس كورونا، فقد تم تسجيل أربع حالات مشتبه في إصابتها بالفيروس في المخيمات، بما في ذلك ثلاثة حالات آتية من مناطق ينتشر فيها الوباء".

في هذا البيان الصحفي "الثامن" والمؤرخ بـ14 يوليوز، طلبت البوليساريو من سكان مخيمات لحمادة بالتقيد بقواعد الحجر الصحي، بالنظر إلى تفشي الوباء في المناطق المحيطة، وهي إشارة بكل تأكيد إلى الوضعية الوبائية الخطيرة بالجزائر، التي سجلت في يوم واحد فقط (16 يوليوز) رقما قياسيا من حيث عدد الإصابات بالفيروس (585 حالة مؤكدة بكوفيد-19).

على الرغم من هذه الزيادة المقلقة في حالات الإصابة في الجزائر، حيث قدرات الفحص محدودة للغاية، فقد قامت وكالة الإنباء الجزائرية الرسمية بإنكار وجود أي أثر لفيروس كورونا في مخيمات لحمادة.

وهذا يوحي بأن وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية تفضل استمرار موت الجزائريين كل شهر بسبب كوفيد-19، وألا يصاب أي مقيم في المخيمات الخاضعة للقبضة الدموية للجبهة الانفصالية.

ففي قصاصة نشرت يوم 16 يوليوز، أعادت الوكالة الجزائرية نشر البيان الصحفي للبوليساريو ولكن مع تحوير الجملة التي تعلن فيها الجبهة عن اكتشاف أربع حالات إصابة بالفيروس في المخيمات.

وكتبت الوكالة الرسمية الجزائرية أن "وزيرة الصحة العمومية الصحراوية (المزعومة)، خيرة بلاهي أعلنت يوم الخميس أنه لم يتم تسجيل أية حالة مؤكدة بكوفيد-19 في مخيمات المحتجزين الصحراويين". أما باقي المعطيات الواردة في البيان الصحفي للبوليساريو الصادر بتاريخ 14 يوليوز لم يطرأ عليه أي تغيير.

تجدر الإشارة إلى أن وكالة الأنباء الجزائرية هي جهاز للدعاية التي جعلت من الكذب جنسا صحفيا قائم الذات، ويمكن التأكيد أن مخيمات لحمادة ليست منطقة خالية من كوفيد-19، كما تحب وكالة الدولة الجزائرية أن توهم الناس، على الرغم من أن هذه المخيمات هي من أكثر المناطق المغلقة والمعزولة في العالم وأن لا أحد يعرف العدد الحقيقي لسكانها، باستثناء الجزائر.

على أي حال، إذا كان خلو مخيمات لحمادة حقا من فيروس كورونا، فهذا يعني ببساطة أن الجزائر أعطت الأولوية الصحية لجبهة البوليساريو من خلال مشاركتها، على حساب المواطنين الجزائريين، قدراتها في مجال الكشف والفحص القليلة التي تمتلكها الدولة الجزائرية حاليا.

لقد اعتدنا على حقيقة أن النظام الجزائري يصرف دون حساب عندما يتعلق الأمر بجبهة البوليساريو. لكن الأمر يتعلق بقضية الصحة العامة. وتشير المعلومات النادرة التي يجود بها كل مرة النظام الجزائري، إلى أن الجزائر لديها قدرة فحص "بي سي آر" لا تتجاوز 1000 تحليلة في اليوم. وتعوض الجارة الجزائر هذا النقص باستعمال سكانير تصوير الصدر، والتي تكشف ما إذا كانت الرئة مصابة بالفيروس أم لا، ولكن هذه الطريقة ليست في مستوى الدقة التي توفرها اختبارات بي سي إر.

إذا كانت الجزائر تتقاسم قدراتها الضئيلة في هذا المجال مع البوليساريو، فإن هذا الأمر قد يتسبب في استياء حقيقي لدى الرأي العام الجزائري.

هذا الأمر هو فضيحة في بلد سجل 21351 حالة من حالات الإصابة المؤكدة (منها أكثر من 6000 في المستشفى حاليا، ناهيك عن 1052 حالة وفاة). والأسوأ من ذلك، هناك ضعف التجهيزات المحلية لمواجهة الفيروس بشكل أفضل، ولا تنتج الجزائر إلا 400.000 قناع واق يوميا.

في الواقع، يجب قراءة هذه الكذبة الإعلامية الجديدة في سياق الضغط الجزائري الذي يجري حاليا على مستوى البرلمان الأوروبي، وهي مؤسسة التي تسود فيها الفكرة القائلة بأن دراما تدور خلف أبواب مغلقة في مخيمات لحمادة، حيث يبدو أن الجزائر وجبهة البوليساريو لديهم الكثير لإخفائه.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 17/07/2020 على الساعة 13:30