فشل آخر للجنرال قايد صالح. ففي الوقت الذي كان فيه الشعب الجزائري الشقيق ينتظر من هذا الجنرال أن يرد على أهم مطلب له وهو تغيير النظام، غض هذا الجنرال، الماسك بزمام السلطة في الجزائر منذ إزاحة عبد العزيز بوتفليقة، طرفه عن هذا المطلب وفضل أن يمدح في خطابه أحد خدام النظام العسكري وأبواقه، ويتعلق الأمر بكريم بوسالم الذي بث مؤخرا برنامجا بالتلفزيون الجزائري تحت عنوان "الجيش الوطني الشعبي: جاهزية، نجاح وتميز"!
وقال قايد صالح في خطابه الأخير يوم 26 يونيو بالأكاديمية العسكرية بشرشل بالجزائر العاصمة: "رأيت بهذه المناسبة أن أتوجه بالشكر والامتنان إلى الصحفي بالمؤسسة العمومية للتلفزيون، الأستاذ كريم بوسالم الذي نشط يوم السبت 22 جوان 2019 حصة خاصة بعنوان "الجيش الوطني الشعبي: جاهزية، وإلى من رافقه في إثراء النقاش القيم الذي ساد هذه الحصة، الأساتذة الجامعيين محمد الطيب وعبد الكريم بن أعراب وسليمان أعراج والضابط السامي المتقاعد مختار سعيد مديوني".
لنخلص ما قاله الجنرال الرئيس: "شكر" و"امتنان" لـ"الصحفي" كريم بوسالم على "برنامجه"، تماما مثل ضيوفه الذين هم أساتذة جامعيين !
لاحظوا بالمناسبة أنها المرة الأولى التي يتم فيها الإشادة علنيا بـ"صحفي"-بارع في التملق- من قبل الجنرال قايد صالح !
ولاحظوا أيضا أن الشخص الذي حظي بهذا "التكريم" هو مكره من قبل الشعب الجزائري، وهو ما يفسر درجة الاحتقار التي ما فتئ الجنرال يغديها اتجاه هذا الشعب الجزائري البطل الذي كسر جدار الصمت من أجل المطالبة برحيل النظام المافيوزي والذي يعد قايد صالح أحد أبرز رموزه.
وبالتالي فليس من قبيل الصدفة أن تصف الأوساط المطلعة بالجزائر بـ "السخيف" تصريح قايد صالح والذي أثار تعليقات غاضبة من قبل الرأي العام الجزائري، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وحتى من الأطراف المعروفة بدعمها للجيش.
وهذه الأوساط اعتبرت أن مثل هذه البرامج التلفزية غير مجدية وأنها تثير سخرية وتهكم الجزائريين، معبرين عن أسفها لمقاربة هذا الصحفي المزعوم المعروف بدفاعه المستميت عن النظام وبعدم مهنيته، بدفاعه بهذه الطريقة عن الجيش الجزائري.