أثارت الحلقة الأولى مما وصف بالنسخة المغربية من برنامج « المواعدة العمياء لاختيار شريك الحياة من خلال الملابس »، التي بثتها قناة تدعى « كواليس » على موقع يوتيوب يوم الخميس 11 أبريل 2024، موجة من الغضب والاستنكار في أوساط مغاربة يرون أن مضمون البرنامج والرسائل التي يسوق لها لا تتماشى مع قيم البلاد ومجتمعها، واتهموا البرنامج بتشجيع العلاقات الرضائية.
وتقوم فكرة البرنامج الذي يقدم نفسه كنسخة مغربية للبرنامج الأمريكي الشهير « بلند داتينغ » (المواعدة العمياء)، على منح فرصة لفتاة من أجل اختيار « فارس الأحلام »، من بين مجموعة من الشباب، اعتمادا على اللباس والمظهر والشخصية والأسلوب، حيث تطرح عليهم مجموعة من الأسئلة وتقصي الواحد تلوى الآخر إلى أن تنفرد بـ« الفارس » الذي تراه مناسبا لها.
غير أن النسخة المغربية اعتبرت فجة بسبب اللباس الفاضح للفتاة الباحثة عن شريك حياتها، من جهة، ثم بسبب إقحام كلبتها لتساعدها على اختيار الشريك المناسب بعدما احتارت في الاختيار بنفسها، من جهة ثانية.
وأدى الجدل الكبير الذي أثاره الفيديو عقب ساعات من بثه في اليوتيوب، إلى انتشاره على نطاق أوسع، مع رفع عدد المشاهدات إلى أكثر من مليون في ظرف وجيز.
موجة استنكار عارمة
واجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب فكرة البرنامج الأمريكي بآلاف التعليقات المنتقدة بشدة، معتبرين هذا المحتوى الجديد « دخيلا على المجتمع ولا يتوافق مع عادات المغاربة ولا يناسب قيم البلاد ».
وعلقت فتاة مغربية تدعى زكية أسفل الفيديو منتقدة مضمونه، قائلة: « هذا البرنامج لا يمتلني كمغربية مسلمة.. المرجو إيقاف هذا الهراء ». وأردفت أخرى تدعى صفية قائلة: « أنتم لا تمتلون الشباب المغاربة وأنا بريئة منكم إلى يوم الدين.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم »، فيما تساءلت فاطمة باستغراب حول سبب ظهور هذا المحتوى الغريب في المغرب قائلة: « أش هدشي؟ راه خرجنا غير من رمضان ماشي من الإسلام ».
وليس المغاربة وحدهم من صدموا بهذا المحتوى الجديد، بل تضمنت التعليقات المنتقدة أيضا مواطنين من بلدان مسلمة، مثل حكيم عبدو الذي كتب يقول: « أنا إندونيسي وأقسم أن هؤلاء لا يمثلون الشعب المغربي »، وأيضا حسام الدين من الجزائر، حيث قال: « انا جزائري وهادو لا يمثلون الشعب المغربي.. الشعب المغربي حر مسلم وحافظ لكتاب الله ».
بدوره دخل الإعلامي صامد غيلان على الخط من خلال فيديو بثه على حسابه الشخصي بمنصة إنستغرام، إذ استنكر بشدة المحتوى الفاضح الذي وصفه بـ« الهراء »، داعيا الأسر المغربية إلى ضرورة مراقبة أبنائهم والحرص على تربيتهم تفاديا للوقوع في مثل هذه التصرفات التي تسيء حسبه لصورة المغرب والمغاربة.
أرماني تعتذر للمغاربة
صب الكثير من المنتقدين جام غضبهم على الفتاة التي ظهرت في الفيديو المثير للجدل، واسمها أماني الجوماني وتلقب نفسها بـ «أرماني»، بسبب لباسها الفاضح وطريقة حديثها عن العلاقات الرضائية بجرأة صادمة للمجتمع المغربي المحافظ.
واضطرت أرماني، التي ولدت في الدنمارك وتعيش في هولندا، إلى الخروج عبر فيديو بثته على صفحتها في تيك توك لتعتذر للمغاربة عن الصدمة التي سببها لهم فيديو اعتبرته ترفيهيا ولم تكن تتوقع أن يخلق رجة في المجتمع بهذه القوة.
حملة إلكترونية لإيقاف البرنامج
شن عشرات المغاربة حملة إلكترونية ضد البرنامج، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل العاجل لوقف بث البرنامج ومحاسبة المروجين له، مؤكدين على ضرورة احترام التقاليد والقيم الثقافية للمجتمع المغربي، مشددين على أن أفكار الكثير من البرامج العالمية لا تتوافق مع تقاليد البلاد، معتبرين أن هاته المسابقة بالذات تشجع على العلاقات غير الشرعية.
وكتبت مواطنة تدعى ملاك معلقة أسفل الفيديو: « نطالب الجمعيات بالتدخل لمحاكمة هؤلاء.. لأنهم يساهمون في انحراف جيل كامل.. والشعب لا يرضى أن يمثله هؤلاء في العالم.. ». وسايرت هذا المطلب عشرات التعليقات المؤيدة، مثل منصف الذي كتب يقول: « أتمنى من الدولة أن تتحرك لتعاقب هذا النوع من البشر الذي يسيء لصورة الشعب المغربي ويهين المغاربة التي لا تناسب قيمهم مع قيم الغرب ».