وقال الناقد الفني فؤاد زويريق، في تصريح لـLE360، متحدثا عن الدراما المغربية الرمضانية لعام 2024: « اطلعت على كل المسلسلات المغربية تقريبا، فاخترت بعضها لاتابعه وأبعدت الباقي، ويمكنني بعد كل هذه الأيام من الاطلاع والمتابعة أن أقول باختصار إن هذا الموسم مثله مثل باقي المواسم السابقة، مخيب للآمال، وقد اعتدنا على مثل هذه الخيبات التي ترافق كل موسم حتى أضحت تقليدا وعرفا ».
وأضاف: « صحيح أن لدينا وفرة في الانتاج، وهذا يسعدنا ويفرحنا، لكن للأسف يبقى المحتوى متواضعا وضعيفا، محتوى بدون بهارات لا نكهة ولا ذوق ولا دسم، أغلب مسلسلاتنا تفتقر إلى الرؤية الفنية والفكرية والإخراجية... لا إبداع فيها لأنهم يصرون دائما على فرض أسماء بعينها، رغم ثبوت فشلها في الكثير من التجارب، ولولا التشخيص المميز لممثيلنا بفضل اجتهادهم الشخصي لكان المستوى أحط مما هو عليه الآن، لكن رغم ذلك وحتى لا أكون عدميا، ففي ظل هذا السوء والبؤس نجد عملا أو عملين على الأكثر، فيهما بعض نقاط الضوء يمكن مناقشتهما والوقوف عليهما مقارنة مع باقي الأعمال ».
ثغرات في الكتابة والإخراج
وكشف هذا الناقد أهم الثغرات التي تسببت حسب رأيه، في تقديم أعمال ضعيفة ومتواضعة، وهي الكتابة والإخراج، وتابع: « فإذا كان السيناريو مبنيا على قاعدة صلبة قوية، بتماسك خطوطه، وبحبكة مرسومة بعناية، وتسلسل سلس لأحداثه، فحتما سننتج عملا جيدا، فالسيناريو هو النواة الرئيسية للعمل الدرامي، وبطبيعة الحال هذه النواة تحتاج إلى إخراج جيد حتى تعالج بأسلوب إبداعي يستحقها ورؤية فكرية وبصرية يتقبلها المتلقي، ويرتاح إليها حتى يستمر في متابعة ومشاهدة العمل من بدايته الى نهايته، وإلا فما جدوى أن يكون السيناريو جيدا، ويهدم بيدي مخرج يفتقر إلى رؤية إبداعية تتوافق مع النص المراد معالجته ».
الدراما المغربية.. بين الجرأة والتكرار
اعتبر العديد ممن تابعوا الدراما الرمضانية المغربية، أنها أصبحت أكثر جرأة في مناقشة بعض المواضيع، كزنا المحارم، الاتجار افي المخدرات، التسول، الأمهات العازبات وغيرها من المواضيع، فهل يتفق فؤاد زويريق مع رأي هذه الفئة من الجمهور؟
اعتبر هذا الناقد الفني أن « هذه المواضيع ليست شائكة، مؤكدا انها مواضيع اجتماعية عادية نوقشت مرارا وتكرارا منذ عقود وفي الكثير من الأعمال حتى أضحت مجرد مواضيع وكليشيهات لملء الفراغ ليس إلا، بل حتى هذه المواضيع رغم بساطتها لا تعالج بالشكل المطلوب فنيا، ولا تقدم في قالب إبداعي قادر على شد الجمهور، وجعلها محورا رئيسيا في مناقشات الشارع، وتحويلها إلى أحاديث الساعة في الإعلام والمنصات الرقمية، كما يحدث في بلدان أخرى عربية قريبة منا، حيث نجد مسلسلا بموضوع اجتماعي عاد جدا قد يقلب البلد كلها، ويحدث رجة في المفاهيم، ويخلق نقاشات مستفيضة من كل النواحي اجتماعيا وقانونيا وأخلاقيا وحتى دينيا، وقد تتغير بسببه القوانين، وأنا هنا أتكلم عن مواضيع اجتماعية وأسرية عادية جدا، وقوتها في خلق هذا الاهتمام والنقاش تكمن في كيفية معالجتها فنيا وإبداعيا ودراستها من كل النواحي قبل تقديمها الى الجمهور ».




