لم يعد البث المباشر على تيك توك مجرد وسيلة للتواصل ومشاركة محتوى معين مع المتابعين، بل تحول إلى وسيلة لكسب المال دون عناء. حيث باث البعض يستغل البث المباشر على هذه المنصة ليكسب المال بأي طريقة ممكنة حتى وإن كان ذلك سيدفعه إلى إهانة نفسه أمام ألاف النشطاء.
لماذا أصبحت «لايفات» تيك توك مهينة بهذا الشكل؟ السبب بسيط، لم يعد البث المباشر على هذه المنصة يقتصر على مشاركة اللحظات مع المتابعين أو مناقشة مواضيع معينة مع مستخدمين آخرين، بل أصبح يستغل كوسيلة للربح المادي من خلال تنفيذ تحديات مهينة وخطيرة.
فطريقة كسب المال من خلال البث المباشر تتضمن استلام الهدايا الرقمية، وهي عبارة عن رموز تعبيرية يتم شراؤها من قبل مستخدمي المنصة لدعم محتوى البث المباشر. بعد ذلك، يتم إرسال هذه الهدايا للمستخدم خلال البث المباشر وتظهر على الشاشة بأشكال مختلفة مثل أسد أو زهرة وغيرها. بالمقابل يتلقى المستخدم جزء من قيمة هذه الهدايا في حسابه البنكي.
فأغلى هدية على تيك توك اسمها «كون تيك توك»، وتصل قيمتها إلى أزيد من 5000 درهم، ويتوصل مستخدم هذه المنصة بـ70 بالمائة من قيمتها.
بهذه الطريقة، أصبحت منصة تيك توك وسيلة لتحقيق الربح السهل والسريع على حساب كرامة بعض الأفراد، وهو ما يطرح تساؤلات حول القيم والأخلاق في استخدام هذه المنصة.
وكشف مروان حرماش، المختص في التواصل الرقمي في تصريح لـLe360، أن منصة تيك توك بدأت من آسيا ثم انتقلت إلى الخليج العربي، ومن ثم إلى باقي الدول العربية ومن ضمنها المغرب.
وأضاف: «عبارة «كبسوا..كبسوا» هي في الأصل عبارة خليجية، وأصبح مغاربة يستخدمونها لحث متابعيهم على منصة تيك توك للضغط على زر الإعجاب أو التفاعل أو ارسال الهدايا».
وأكد المتحدث نفسه، أنه بسبب الربح السريع الذي يحققه البعض عن طريق تيك تيك، وجد الكثيرون أنفسه في دوامة تدفعهم إلى إيجاد طريقة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح، وأضاف: «غالبا ما يكون المحتوى تافها ولا يلتزم بأي أخلاقيات. لأن الهدف الأساسي لدى هؤلاء المستخدمين هو زيادة دخلهم، وهنا يعتبر كل شيء جائزا، إلا أنهم ينسون أن مقاطع الفيديو التي ينشرونها على تيك توك، ستبقى متداولة على الإنترنت إلى الأبد، وستلاحقهم مدى الحياة».
وعن الأرباح التي يجنيها مستخدمو منصة تيك توك، قال حرماش إنه لا يمكن تحديد قيمة أرباحهم لأن معظم مستخدمي هذه المنصة لا يشاركون معلومات عن دخلهم. وأضاف: «يمكن أن تقدر أرباح هؤلاء ابتداء من 500 درهم يوميا».
وتابع: «تنص السياسة الوطنية الجديدة على أن أي شخص يحصل على دخل من وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يدفع الضرائب عن المداخيل التي يجنيها».
وأشار مروان حرماش إلى أن مستوى الأرباح من يوتيوب انخفض حيث كان في يصل إلى 30 ألف درهم شهريا أو أكثر، ولكن هذا الرقم انخفض بسبب عدم فرض شروط لصناعة المحتوى على تيك توك وبالتالي أصبح بإمكان أي شخص الحصول على مدخول سهل وفوري من خلال محتوى تافه ودون أي قيمة.