ونشر الموقع الأمريكي مقالا مطولا عن تفاصيل جولة ستيفز لطنجة، وهو الصحفي الذي يشتهر ببرامج السفر على التلفزيون والإذاعة العامة، وينظم جولات أوروبية.
وبدأ ريك ستيفز تقريره عن طنجة بالقول: « لا أستطيع أن أفكر في أي مدينة كبيرة في أوروبا حيث تستيقظ حرفيًا على « صياح الديك »، إلا في طنجة بالمغرب، حيث تحرص الديوك، حتى أكثر من أذان المئذنة، على ايقاظ المدينة مبكرا، قضيت عيد ميلادي في طنجة، وبدأت يومي الخاص مع الديوك ».
وأضاف ريك: « وصلت إلى طنجة بعد رحلة سريعة بالعبارة من طريفة، على الساحل الجنوبي لإسبانيا، على الرغم من أنها لا تبعد سوى 35 دقيقة بالقارب، إلا أن طنجة تبدو وكأنها عالم منفصل عن أوروبا، مثل كل مدينة في المغرب تقريبًا، تنقسم طنجة إلى مدينة جديدة ومدينة قديمة (المدينة العتيقة)، البلدة القديمة، المحاطة بسور من القرون الوسطى، بها أسواق ملونة، شوارع ملتوية جبلية، والقصبة وقصرها ومسجدها، وتعتبر ساحة » سوق برا » Grand Socco، وهي ساحة كبيرة وصاخبة، بمثابة حلقة الوصل بين الأجزاء القديمة والجديدة من المدينة، المدينة قليلة المتاحف والمعالم السياحية، لكنها لا تحتاج إليها؛ معالم طنجة تعيش في الشوارع ».
وعن احتفاله بعيد ميلاده أوضح ريك في تقريره: » للاحتفال بعيد ميلادي، أمضيت بضع ساعات بمفردي، أطفو في الأزقة الخلفية، أثناء تجولي في السوق، بالقرب من Grand Socco، عثرت على مجموعة من الصور المفعمة بالحيوية، كان أحد الجزارين يصنع ستارة ملونة من الأحشاء، مكونًا خطوطًا ناعمة من جميع الأنسجة، وكانت نساء القبائل الجبلية يخجلن من التقاط الصور في المدينة لبيع جبن الماعز الملفوف بأوراق النخيل، في المقابل كان هناك رجل يتثاقل بين الحشد وهو يدفع عربة متداعية محملة بجانب ضخم من لحم البقر، لقد أصدر صوت تزمير، واعتقدت في البداية أنه كان مجرد مضحك. لكنها لم تكن صفيرًا كوميديًا كنت سأصدره لو كنت خلف عربة يدوية.. كان الشحن الصغير هو مصدر رزقه، وكانت أحباله الصوتية هي القرن الوحيد الذي يمتلكه ».
في طنجة، يكشف الكاتب الصحفي: « لا يستطيع الكثير من الناس شراء أفران خاصة، أو هواتف، أو مياه جارية، لذلك هناك خيارات مجتمعية: مكاتب الهاتف، والحمامات، والمخابز حيث يقوم السكان المحليون بتوزيع العجين الجاهز للطهي... أثناء تجوالي، تبعت امرأة ذات حجاب ملون إلى مخبز مجتمعي... كانت تحمل طبقها من أرغفة العجين تحت المنشفة... استقبل الخباز، الذي كان يستخدم ملعقة خشبية بمقبض المكنسة، أرغفتها، دون أن يفوته أي إيقاع بينما كان يدفع ويسحب العجين المخبوزة في الحي - الأسماك، والخبز، والكعك، وبذور عباد الشمس - إلى داخل فرنه وخارجه. . »
وحول قصبة طنجة بالمدينة العتيقة يكتب الصحافي ريك: « تقع القصبة فوق مدينة طنجة القديمة. يوجد في ساحة القصبة دار المخزن، وهو قصر سلطان سابق يضم الآن متحفًا للتاريخ... تعد القصبة أيضًا مسرحًا لمجموعة من وسائل الترفيه المفعمة بالحيوية التي تنتظر نصب كمين للمجموعات السياحية: سحرة الثعابين، وبائعي المياه المبهرجين، وفرق الرقص الصارخة... ».
ويضيف : « لا ينبغي تفويت منظر المحيط الأطلسي من هنا حيث سافر الفنان هنري ماتيس في الفترة من 1912 إلى 1913، وظهرت الثقافة والأنماط والألوان التي واجهها بشكل روتيني في فنه، فالغالبية العظمى من السياح في طنجة هم من المتنزهين النهاريين (من المنتجعات في جنوب إسبانيا)... لكنني أحب قضاء الليل في تجربة الطبيعة المشتركة للرياض - وهو بيت ضيافة يوجد عادة في البلدة القديمة، مع غرف تحيط بردهة الفناء... إذا كنت هنا في المساء، فتأكد من الخروج في المدينة بعد حلول الظلام، عندما تتآمر الممرات والساحات والناس في الجو البارد لتصبح أكثر جاذبية... »
وختم الصحفي أريك تفاصيل جولاته بطنجة بالتأكيد على أن المدينة " تقدم حركة متواصلة واستراق النظر الثقافي إلى أقصى الحدود، حيث هناك الكثير مما يمكن رؤيته هنا مما يجعل مشهد كانتينا حرب النجوم يبدو لطيفًا.. أعجب العديد من الزوار بدفء الشعب المغربي... أحب بشكل خاص الطريقة التي يلمسون بها قلوبهم بيدهم اليمنى بعد المصافحة أو قول الشكر - وهي لفتة لطيفة تهدف إلى التأكيد على الإخلاص، فأثناء سيري عبر المدينة القديمة التي تشبه المتاهة، ومراوغة الباعة الجشعين، والحرفيين قلت لنفسي: « كيف يمكن لأي شخص أن يكون في جنوب إسبانيا - قريبًا جدًا - ولا يقفز لتجربة أرض العجائب هذه؟ ».