وحسب بلاغ توصل Le360 بنسخة منه، فإن تقنين المضامين الإشهارية يندرج ضمن المهام الأساسية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، باعتباره أداة لضمان التوازن بين حقوق المواطنين في محتوى إعلامي يحترم المعايير المهنية، وبين المصالح الاقتصادية لمتعهدي الاتصال السمعي البصري.
وكشف نص البلاغ، أن شهر رمضان يعد فترة الذروة فيما يخص الاستثمارات الإشهارية، إذ يمثل بالنسبة للمتعهدين مناسبة هامة لتحقيق موارد مالية استثنائية، وهو معطى واقعي وضرورة اقتصادية مفهومة. غير أن هذه الدينامية تستوجب الحرص على ضمان مصلحة الجمهور، خاصة الفئات الأكثر عرضة للتواصل الإشهاري، مثل الأطفال والناشئة.
وتابع البلاغ أنه «كما جرت العادة، اتسمت برمجة القنوات التلفزية والإذاعية خلال شهر رمضان لهذا العام بظاهرة التراكم الإشهاري، خاصة خلال ساعات الذروة، وهو ما يؤثر سلبا على تجربة المشاهدة والاستماع. كما أن الفيض الإعلاني قد ينعكس على تمثل الجمهور للمضامين التحريرية، سواء تعلق الأمر بالأعمال الدرامية، أو الأخبار، أو غيرها من البرامج، ما قد يضعف مصداقية وسائل الإعلام، لا سيما تلك التي تناط بها مهام الخدمة العمومية ».
وأكدت الهئية في بلاغها أن الإحالات الذاتية للمتعهدين، بالإضافة إلى شكايات المواطنين والجمعيات التي توصلت بها، تظهر الحاجة الملحة إلى تعزيز آليات التقنين الذاتي في المجال الإشهاري. إذ ما تزال بعض الممارسات، مثل الإشهار غير المعلن عنه، والإعلانات المحظورة، والخلط بين المضامين التحريرية والتجارية، وغياب الشفافية في موضعة المنتجات، تشكل عوائق أمام توفير محتوى سمعي بصري يحترم حق الجمهور في مضامين ذات جودة وموثوقية.
وبالإضافة إلى سلطته الزجرية التي لا يتوانى عن تفعيلها، يعتبر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري أن معالجة هذه الإشكالات تتجاوز التدخل التنظيمي، إذ تتطلب اعتماد مقاربات جديدة تضمن تحقيق التوازن بين متطلبات السوق الإعلامية واحترام المعايير المهنية.
وفي هذا الصدد، يدعو المجلس إلى تبني ممارسات إشهارية مبتكرة ومسؤولة، تلتزم بأخلاقيات المهنة، وتصون الاستقلالية التحريرية لوسائل الإعلام، مع مراعاة مصالح المتعهدين والمستشهرين على حد سواء. كما يشدد على أن أي إصلاح في هذا المجال ينبغي أن يتم في إطار نموذج اقتصادي مستدام، قادر على مواكبة التحولات العميقة التي يشهدها المشهد الإعلامي، بما يضمن السيادة الإعلامية والثقافية في ظل المنافسة المتزايدة على المستوى الدولي.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا