الصحفي البارز رينو جيرار يذكّر الجزائر بأن الصحراء التي تملكها الآن كانت مغربية قبل أن تمنحها لها فرنسا

رينو جيرار، مراسل حربي لجريدة "لو فيغارو" منذ عام 1984 ومتخصص في العلاقات الدولية والجيوسياسية

في 11/10/2024 على الساعة 12:00, تحديث بتاريخ 11/10/2024 على الساعة 12:00

في السادس من أكتوبر الجاري، خلال برنامج « مواجهة مع مارغو حداد » الذي يُبث على قناة LCI، شارك رينو جيرار، مراسل حربي لجريدة « لو فيغارو » منذ عام 1984 ومتخصص في العلاقات الدولية والجيوسياسية، في نقاش حول التوترات المتزايدة بين فرنسا والجزائر، مع التركيز على الصحراء الأطلسية كقضية محورية.


خلال مقابلة تلفزيونية أذيعت يوم السبت 5 أكتوبر، اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فرنسا بارتكاب « إبادة جماعية » خلال فترة الاستعمار واستبعد احتمال زيارة فرنسا، واصفا إياها بـ« المهينة ».

هذه التصريحات كانت محور نقاش في برنامج « مواجهة مع مارغو حداد » على قناة LCI في السادس من أكتوبر، أي بعد يوم واحد من خطاب الرئيس الجزائري، الذي وصفه الجنرال أوليفييه دو بافانشوف بـ« المذهل ». وكان الجنرال يشارك في النقاش إلى جانب إلسا فيدال، رئيسة تحرير إذاعة RFI، ورينو جيرار، مراسل « لو فيغارو ». والسبب في ذلك هو محاولة النظام الجزائري إعادة كتابة التاريخ لخدمة أهدافه الخاصة، وهو أمر لا يخفى على أحد.

الصحراء الأطلسية في قلب التوترات الفرنسية الجزائرية

إلسا فيدال لم تخطئ أيضا في تحليلها. حيث ترى أن « ما يفعله تبون هو استغلال الخلاف الدبلوماسي - حيث أن الجزائر مستاءة جدا من انحياز فرنسا للمغرب في نزاع الصحراء الغربية - للعودة إلى هذه القضية واتهامنا بالإبادة الجماعية (...) الدافع الرئيسي للرئيس الجزائري حاليا هو محاولة معاقبة فرنسا بسبب موقفها الداعم للمغرب ».

ووافق أوليفييه دو بافانشوف على هذا الرأي، مشيرا إلى أن « التوقيت الذي اختاره تبون لتصريحاته يتماشى كثيرا مع تغيير موقفنا تجاه جبهة البوليساريو، وتقاربنا مع المملكة المغربية ».

وفي هذا السياق، تساءلت مارغو حداد: « هل صحيح كما يقول الجزائريون في قضية الصحراء الغربية أن إيمانويل ماكرون قد خضع للرباط؟ ». سؤال أثار رد فعل كبير من رينو جيرار، الذي أوضح أن « الرئيس تبون يبدو أنه يتجاهل تماما التاريخ، فقد كان عليه أن يقول إن فرنسا هي التي أنشأت الجزائر التي لم تكن دولة، بينما كان المغرب دولة بالفعل ».

المغرب الذي اقتطعت منه فرنسا صحراءه الشرقية لصالح الجزائر

ومضى رينو جيرار ليذكّر أولئك الذين لا يعرفون تاريخ هذه المنطقة، المسماة الآن الجزائر، بأنها كانت مأهولة « ببعض القراصنة الذين كانوا يهاجمون السفن التجارية ». ووصف البلاد في ظل نظامها الحالي بأنها « ديكتاتورية »، مشيرا إلى أن فرنسا « لا تحتاج إلى دروس منها ».

في الواقع، يوضح رينو جيرار، مشيرا إلى تاريخ الصحراء الشرقية التي كانت تنتمي إلى المغرب قبل أن يتم بترها منه لصالح فرنسا، قائلا: « لقد اقترح الجنرال ديغول جزءا من الصحراء على المغاربة. وقد رفض المغاربة قائلين: سنتحدث مع إخواننا الجزائريين الذين يقاتلون ضدكم. وسميت تلك المناقشة حرب الرمال عام 1963 عندما هاجمت الجزائر المغرب ».

ثم يشدد رينو جيرار على ما يراه أمرا بديهيا في نظره: « لذا، إذا نظرتم إلى الخريطة، عندما ترون ما حصلت عليه الجزائر من الصحراء من فرنسا وما يمتلكه المغرب، يبدو لي أنه من الطبيعي تماما اليوم أن يكون للمغرب امتداد طبيعي لبلاده على الصحراء الغربية. لقد قمنا بكل ما في وسعنا لإجراء استفتاءات، ولكن ذلك لم يكن ممكنا. وأعتقد أن موقف فرنسا تجاه المغرب ليس إلا عدالة، يكفي أن تنظروا إلى الخريطة ».

تحرير من طرف زينب ابن زاهير
في 11/10/2024 على الساعة 12:00, تحديث بتاريخ 11/10/2024 على الساعة 12:00