التحقيق الذي تم إجراؤه في نونبر من سنة2021، وتم خلاله استجواب 2709 موظف مغربي، معظمهم يعملون في شركات كبيرة ومتوسطة، خلص إلى أن العمل عن بعد لم يعد مجرد مسألة الامتثال للتدابير الصحية، بل أصبح اختيارًا واعيًا.
وقال التقرير: "منذ مارس 2020، اضطرت الشركات المغربية بسبب ظروف استثنائية لتطبيق العمل عن بعد، وحافظ بعضهم على ذلك حتى يومنا هذا، لذلك لم يعد الأمر مجرد مسألة الامتثال للتدابير الصحية، بل أصبح اختيارًا واعيًا"، فكيف ينظر الموظفون المغاربة حقًا إلى العمل عن بُعد؟ هل يشعرون أنهم مجهزون جيدًا لأداء مهامهم بفعالية وزيادة الإنتاجية عن بُعد؟ وهل هم مستعدون لمواصلة التجربة ، بعد Covid-19؟
وحسب نفس المصدر، رحبت الشركات المغربية بالعمل عن بعد بأذرع مفتوحة، حيث أن 62٪ من المشاركين قالو إن شركاتهم تطبق العمل عن بعد الآن، منهم 13٪ قالوا إن شركتهم قد تحولت إلى العمل عن بعد بشكل كامل، فيما قال 38٪ من المشاركين إن شركاتهم اختارت العمل حضوريا.
وأوضح التقرير أن 62٪ من الشركات المغربية التي تعمل بشكل رئيسي في قطاعات مراكز الاتصال، وتكنولوجيا المعلومات، البنوك،السيارات، المحاسبة، BTP، تعتمد اليوم العمل عن بعد، وقال 72٪ من العاملين عن بُعد بأنهم اختاروا هذا النمط من العمل طواعية، فيما أكد (81٪) أنه من الأسهل العمل عن بعد مقارنة بالعام الماضي، تفضيل تم تأكيده بشكل أكبر بفضل مكاسب الإنتاجية التي لوحظت.
وقال 71٪ من العاملين عن بعد في المغرب إنهم أكثر إنتاجية، ويعتقد 80٪ من المشاركين في هذا الاستطلاع ، الذين يعقدون اجتماعات عن بعد، أنهم يكونون أكثر فعالية من الاجتماعات الحضورية، فيما يشتكي 57٪ من الصعوبات التقنية التي يمكن أن تكون في بعض الأحيان مصدرًا للتثبيط وانخفاض الإنتاجية.
ويعد ضعف الاتصال بالإنترنت وأدوات العمل غير المناسبة عاملين رئيسيين يجعلان الموظفين الذين يعملون عن بُعد يشعرون بأنهم أقل إنتاجية.
ويثير هذا التناقض حسب التقرير عدة أسئلة، حول هل يتمكن الرؤساء من الحكم على وجه اليقين على فعالية العمل عن بُعد؟ هل هم على دراية بواجبهم في توفير ظروف عمل أفضل عن بعد لموظفيهم؟ هل يفكرون على الأقل في دعم فرقهم لتحسين أساليب العمل، بعد أكثر من عام من العمل عن بُعد؟.
وبالرغم كل هذه الصعوبات، فإن 57٪ من الموظفين المغاربة يفضلون طريقة العمل المختلطة، ويفضل 25٪ منهم العمل عن بعد فقط.
وذهب 72٪ من العاملين عن بعد إلى حد إنشاء مساحة عمل خاصة في منازلهم، مما يوضح مدى تكيفهم مع طريقة العمل هذه وأنهم يعتزمون الاستثمار فيها مستقبلا، لانها تتميز بتوفير الوقت، وتحقيق توازن أفضل بين الحياة الخاصة والحياة المهنية، وتقليل الإجهاد والتعب وزيادة الإنتاجية.
وعبر 67٪ من العاملين عن بعد المشاركون في الاستطللاع خلال سؤالهم عن مستوى رضاهم ، أنهم راضون عن العمل عن بعد، و 25٪ منهم يذهبون إلى حد وصفه بأنه "استثنائي"، في المقابل، وصفه ثلثهم بالمر.
وخلص التحقيق إلى أن العمل عن بعد يبدو بعيدًا عن كونه مثالي أو مناسب للجميع، "فتسرب وقت العمل إلى الحياة الشخصية هو العيب الرئيسي للعمل عن بعد".