أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، مساء الأحد أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرر "استحداث سبع مناصب مبعوثين خاصين، تحت السلطة المباشرة لوزير الشؤون الخارجية، لتكليفهم بقيادة النشاط الدولي للجزائر وفق سبعة محاور تتعلق بجهود أساسية تعكس مصالحها وأولوياتها".
من الواضح أن أولى هذه الأولويات ليست سوى الصحراء المغربية، التي عهد بها إلى أحد الكتبة للنظام والمعادين للمغرب بشكل مَرَضي، ويتعلق الأمر بعمار بلاني، السفير الجزائري السابق في بروكسل والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الجزائرية.
إن هذا المعني بالأمر نفسه هو أول من أعلن عن تعيين "المبعوثين الخاصين" السبعة لرمطان لعمامرة، الذين يحاول أن يجعل من وزارته المحتضرة "أمم متحدة جزائرية". الصحراء الغربية والمغرب الكبير، والأمن الدولي، والقضايا الأفريقية ومنطقة الساحل والصحراء، والجالية الجزائرية، والدبلوماسية الاقتصادية، والدول العربية، وكبار الشركاء الدوليين: هذه هي القطاعات السبعة التي سيكون لكل منها "مبعوث خاص". ولكن ما فائدة كل هذه الألقاب الرنانة، عندما نعلم أن الهياكل التنظيمية في جميع وزارات الخارجية في جميع أنحاء العالم تتوفر على مديريات متخصصة، يرأسها سفراء؟
والأخطر من ذلك أن قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية التي أعلن فيها عن هذه التعيينات الجديدة لم تستند إلى بيان صحفي صادر عن الرئاسة الجزائرية أو عن وزارة الخارجية، بل استندت إلى مقال غير موقع، أعاد نشره عمار بلاني نفسه بين منتصف الليل والساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الأحد، على أعمدة الصحف الدعائية الجزائرية الرئيسية: كل ما يجب أن تعرفه عن الجزائر (المعروفة اختصارا بـTSA) وألجيري باتريوتيك (Algériepatriotique) وليكسبرسيون، وألجيري1 (Algérie1)، ولوكوريي دالجيري (Le Courrier d’Algérie)... مضمون واحد تم تكرارها كلمة بكلمة في جميع هذه الصحف، وفي كل مرة بعنوان مثير مختلف. لذا، فإن الكاتب الرديء، عمار بلاني، يكشف عن استراتيجية وزارة الخارجية: ملء الصحف الجزائرية بنفس المحتوى، لأغراض دعائية. إن الدبلوماسية الجزائرية لن تذهب بعيدا بمثل هذه "الإستراتيجية".
حتى وكالة الأنباء الجزائرية ساهمت في هذه العملية. فقد أخذت مقال بلاني حرفيا، ولم تذكر أي مصدر، بل تجرأت على استخدام العنوان الذي اختارته صحيفة أخرى. حتى الترتيب الذي اختاره عمار بلاني، الذي لم يتردد في ذكر اسمه في المقام الأول من بين من يسميهم "دبلوماسيين متمرسين"، تم تعيينهم في "وظائف جديدة"، تم الإبقاء عليه كما هو من قبل وكالة الأنباء الجزائرية.
إن استنساخ هذا المقال نفسه في عدة صحف، في غضون نصف يوم فقط، يفضح بل يبرز الطابع الدعائي للنظام الجزائري، وغياب الصحافة القادرة على إنتاج المحتوى باستقلالية تامة.
يجب القول إنه في الأيام الأخيرة، لوحظ غليان من نوع آخر في الجزائر مرتبط بتقاسم كعكة المناصب الدبلوماسية في الخارج، حيث يتم الإعداد للقيام بحركة ديبلوماسية واسعة النطاق. إن الدعاية الجزائرية تحاول استغلال هذه الحركة الدبلوماسية للإيهام بأنه مع عودة رمطان لعمامرة إلى منصب المسؤولية في وزارة الخارجية، ستخرج الدبلوماسية الجزائرية، وهي ليست القطاع المريض الوحيد في هذا البلد، من غيبوبتها.
أما بالنسبة لمناصب "المبعوثين الخاصين"، فإنها لن تؤدي إلا إلى إبراز التناقضات في النظام الجزائري. كيف يدعي هذا النظام بأن قضية الصحراء لا تهم الجزائر بأي شكل من الأشكال، وفي نفس الوقت يقوم بإحداث منصب "مبعوث خاص" مكلف بهذه القضية، ناهيك عن كون الجزائر قطعت كل علاقاتها الدبلوماسية المغرب؟
"المبعوث إلى الصحراء الغربية والمغرب الكبير" ليس دبلوماسيا، لكنه كاتب رديء وفظ. كل الإجراءات التي سيتخذها ستظل محصورة فقط في عدد قليل من الصحف الدعائية الجزائرية.
إنه يستحق في الواقع لقب رئيس تحرير الصحراء الغربية والمغرب.