الصحيفة الهندية "ذي تايمز اوف انديا" ذكرت في تقرير لها أن الخلية الإرهابية المسؤولة عن الهجوم صحيح كانت من أصل مغربي، ولكن –تقول الصحيفة في خبر لها نشر اليوم السبت- ان إلقاء الضوء على أن المغرب نفسه هو بؤرة الإرهاب، كلام غير صحيح وغير موضوعي، ذلك لكون المغرب لم يحقق فقط نجاحا كبيرا في منع وقوع هجمات إرهابية على أراضيه، فلم تكن هناك اي عملية ارهابية الا منذ تفجير مراكش في عام 2011، لكن المملكة المغربية ساعدت أيضا الدول الأخرى في تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب.
الصحيفة الهندية قالت إن سجل المغرب في مجال مكافحة الارهاب جدير بالثناء خصوصا في تفكيك الخلايا الإرهابية ومحاربة التطرف الإسلامي، الامر لم يات سوى نتيجة مباشرة المغرب لاستراتيجيته الأمنية الثلاثية.
هذه الاستراتيجية تقول الصحيفة ركزت على تلاث نقط:
أولا: هناك رصد مكثف للتهديدات الإرهابية المحتملة مع التركيز على تحييد الإرهابيين المشتبه فيهم قبل أن يتمكنوا فعلا من تنفيذ العمليات،وهذا النهج الاستباقي يعززه تبادل المعلومات الاستخبارية مع البلدان الأخرى ويدافع عن الجهود المنسقة لمكافحة الإرهاب في المحافل الدولية.
ثانيا: المغرب بلد رائد في تعزيز المبادئ المعتدلة للإسلام الحقيقي لمواجهة تأثير الفكر الديني الراديكالي، وينصب التركيز هنا على تدريب الأئمة حتى يتمكنوا من تبديد التشوهات في التعاليم الإسلامية وتوجيه المصلين إلى طريق السلام والتسامح والوئام.
ثالثا: يعتقد المغرب أن التطرف المؤدي إلى الإرهاب هو الفقر المدقع، وما لم يتم القضاء على الفقر، فإن الجماعات الإرهابية ذات التوجه الديني ستستمر في العثور على مجندين من السهل الايقاع بهم وسط الفئات الفقيرة، ومن ثم، فإن المغرب يدافع عن التعاون فيما بين بلدان الجنوب من أجل التنمية الاقتصادية، وهذا اعتراف واضح بأن التنمية الاقتصادية اليوم هي أيضا ضرورة أمنية، وفقط عندما تتطور البلدان معا، يمكن هزيمة الفقر الذي يحافظ على الإرهاب بشكل شامل.
وفي ضوء ما تقدم، تضيف الصحيفة الهندية، من الواضح أن الحكومة المغربية هي في طليعة مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا، وهي تقوم بذلك بنجاح.
وتمثل الهجمات في أوروبا من قبل أشخاص من أصل مغربي إخفاقا في هذه الدول الأوروبية، لذلك فإن الادعاء بأن المغرب ينتج الإرهابيين هو "هراء تماما" والواقع أن المجتمع المغربي والإسلام الذي يمارس في المغرب يشكلان رادعا كبيرا ضد التطرف والإرهاب.
وختمت الصحيفة بالتاكيد على ان الزيارة إلى المغرب تكفي لأن يدرك المتتبعون والمهتمون كيف أن المغرب بلد يتمتع فيه اليهود بوضع متساو مع إخوتهم المسلمين، حيث تم ترميم 167 مقبرة يهودية بعناية تحت إشراف الملك محمد السادس، كما سيكتشف ان المغرب هو البلد الذي يمكن للأم داخل الأسرة نفسها ارتداء الحجاب ولكن ابنتها يمكن لها ارتداء السراويل الرياضية على النمط الغربي.
المغرب بلد يمكن فيه للرجال والنساء الاختلاط بحرية دون قيود دينية، المغرب دولة ذات أقدم جامعة في العالم تعمل من قبل امرأة، المغرب هو البلد الذي إذا قمت بزيارة قرية صغيرة في المناطق الريفية سيدعوك الناس إلى ديارهم دون طرح أي أسئلة، والمغرب بلد وحيد في العالم ستشارك فيه كسرة خبز مع السكان المحليين، باختلاف دينهم ومعتقداتهم مجبرون على حمايتك.
بطبيعة الحال، هناك جيوب متحفظة وظاهرية في كل بلد، ولكن هذا لا يعني بتاتا أن المغرب أرض خصبة للتطرف الإسلامي انه الخطأ الاعظم على الإطلاق.