وأكد عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت السابق، د. محمد الطبطبائي، في صفحته الشخصية في تويتر رداً على أسئلة المتابعين قائلاً: «لنستثمر شهر رمضان في قراءة القرآن وتدبره، ولا مانع من تلاوة القرآن من الموظفين أثناء العمل إذا كان لا يؤثر على إنجاز أعمالهم. »
في حين أفتى عدد من الدعاة بعدم جواز قراءة القرآن الكريم في ساعات الدوام الرسمي، كون الموظف يعد فقهياً أجيراً خاصاً، ومحكوماً بوقت محدد لإنجاز ما يكلف به من عمل، معتبرين أن استغلال وقت الدوام في غير ذلك هو تفريط وتضييع للأمانة وإخلال بالعقد بين الموظف وجهة عمله.
وأكد رئيس رابطة علماء الشريعة في دول الخليج وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور عجيل النشمي: «إن الموظف وهو على مكتبه مطلوب منه أن ينجز عمله، وهو أجير خاص محكوم بوقت محدد لإنجاز عمله، ولا يجوز له أن يشغل جزءاً من وقته بغير ما هو مطلوب منه، سواء بمكالمات يجريها أو الاطلاع على الإنترنت أو الموبايل، ومثله أيضاً قراءة القرآن الكريم، وهذا هو الأصل العام، أنه لا تجوز قراءة القرآن أثناء ساعات العمل الرسمية.
وتدارك قائلاً: إذا كان الموظف غير مكلف بمهمة في فترة معينة، كما هو الحال في بعض الوظائف غير الخدمية التي ليست بها مواجهة للجمهور، فقد يكون للموظف وقت فراغ، وفي هذه الحالة يجوز للموظف أو الموظفة أن يقرأ القرآن شغلاً للوقت الذي لا يوجد فيه عمل، أما إذا وجد العمل فهو مقدم.
وفي المقابل قال الدكتور ناظم المسباح: إن الأصل في مكان العمل أنه مخصص للعمل، وإذا كانت قراءة القرآن الكريم أثناء ساعات العمل الرسمي ستؤثر سلباً على العمل فهذا لا يجوز، لأنه تفريط وتضييع للأمانة وإخلال بالعقد بين الموظف وجهة عمله، إذ إن التعاقد بين الموظف وبين جهة العمل قائم على أن يؤدي الموظف مهام عمله مع التزامه بساعات عمل يومية محددة، وإذا أراد الموظف أن يقرأ فيها القرآن الكريم فلا حرج في ذلك، ما دام أنها لا تؤثر على العمل، وشرط ألا يدخل ذلك ضمن ساعات الدوام الرسمية.
وقال الداعية الدكتور بدر الحجرف: «إن تلاوة القرآن الكريم مستحبة ولكن أداء العمل وتسهيل أمور المراجعين واجب يجب إتمامه، والتقصير فيه إثم، فلا يصح تقديم مستحب على واجب، والموظف إذا نوى بقلبه خدمة الناس وتيسير أمورهم لا شك أن له أجراً أعظم من تلاوة القرآن؛ وذلك لقضاء حوائج الناس، وإن تلاوة القرآن لها أوقات كثيرة».