وكان اللقاء، الذي يندرج في إطار أنشطة الموسم السنوي للزاوية القادرية بالمدينة، فرصة للمتدخلين لتسليط الضوء على الصوفية في الصحراء المغربية، مع التركيز بشكل خاص على عمقها المغربي وامتدادها الإفريقي.
وأكد المتحدثون، استنادا إلى الوثائق، على تمسك رموز وأعلام الصوفية في الصحراء المغربية برابطة البيعة للسلاطين العلويين، وخاصة خلال القرون 12 و13 و14 الهجرية، مع إبراز خصوصيات الصوفية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والقائمة أساسا على قيم التسامح والتعايش وكذا الدفاع عن مغربية الصحراء.
وفي هذا السياق، سلطوا الضوء على وجود الطرق الصوفية الرئيسية في أقاليم جنوب المملكة، وخاصة الطرق القادرية والتيجانية والشادلية، مع إبراز الدور الهام والمساهمة الكبيرة لرموز الصوفية في هذه الطرق المختلفة في الاستقرار والأمن الروحي بالصحراء الكبرى.
من ناحية أخرى، تناول المتحدثون الذاكرة الدينية في المغرب مع التركيز بشكل خاص على التقاطع اليهودي الإسلامي والامتداد في إفريقيا، فضلا عن الجدل الذي نشأ بين بعض الطرق خلال القرن الـ12، مبرزين أهمية البحث في مجال التصوف ومختلف الطرق. وفي ختام هذه الندوة، تم تنظيم أمسية على إيقاع فن السماع والمديح وفن عيساوة، في دار الصويري، إيذانا باختتام هذا الموسم السنوي للطريقة القادرية بالصويرة. واستمتع الجمهور، خلال هذه الأمسية، بجلسة مديح قدمتها فرقة الشباب للتراث البوعزاوي والشرقاوي (خريبكة) وبراعم الزاوية القادرية بالصويرة، بالإضافة إلى عرض قدمته المجموعة العيساوية. ويعتبر هذا الموسم السنوي، الذي تنظمه جمعية الزاوية القادرية بالصويرة، حدثا لا محيد عنه ضمن رزنامة الأحداث الدينية والاجتماعية والثقافية بمدينة الرياح، لكونه يهدف إلى المساهمة في إبراز مبادئ الإسلام السمحة والوسطية، وكذلك تكريس قيم السلام والتضامن والتعايش.