في الذكرى الثالثة لوفاة الأديب والصحفي عبد الكريم غلاب

عبد الكريم غلاب، رحل في 14 عشت 2017 عن عمر 97 سنة

عبد الكريم غلاب، رحل في 14 عشت 2017 عن عمر 97 سنة . DR

في 14/08/2020 على الساعة 15:45

في مثل هذا اليوم من عام 2017، غادر إلى دار البقاء الكاتب والمؤرخ والروائي والأديب والصحفي المغربي عبد الكريم غلاب، عن عمر يناهز 97 سنة. وبمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل هاته القامة الفكرية، وافانا نجله عادل غلاب بهذا المقال ليكشف لنا سبب اختيار وتعلق غلاب بممارسة الصحافة.

عبد الكريم غلاب، الشخصية البارزة التي أثرت الحياة السياسية والثقافية للمغرب لما يقرب من قرن من الزمن. بالنظر إلى مساهماته الغنية والمتنوعة والأصيلة تدفعنا إلى أن نتذكر هذه الفئة من الأجيال حيث كان المواطن حاضرا بشكل أساسي ليكون جنديا في خدمة المجتمع وبالتالي في خدمة الوطن.

ولد بعد ثماني سنوات من دخول عهد الحماية، واضطر في عام 1934، بعد أن انخرط في خلايا بوشتة الجامعي وعبد العزيز بن إدريس وعلال الفاسي، إلى نشر مجموعة مطالب الشعب المغربي، التي كانت مقدمة فيما بعد لوثيقة الاستقلال التي قدمها حزب الاستقلال في 11 يناير 1944. من المؤكد أن سجنه عام 1936 زاد من عزيمته.

رفض منصب أستاذ، الذي كان حينها خيارا ينال استحسان زعماء الحركة الوطنية، لأن نشر الوعي عبر المدرسة كان هدفا تكتيكيا واستراتيجيا، لذلك حاول المستعمر بكافة وسائل الضغط المختلفة الحد من تأثيرها قدر الإمكان. لكنه اختار الصحافة، هذه الأداة الحديثة التي كانت موضة حينها، لنشر الوعي السياسي والثقافي.

منذ عام 1948، بعد عودته من القاهرة التي سافر إليها لإكمال دراسته- حيث ساهم داخل مكتب المغرب العربي في التحركات الهادفة إلى استرجاع المغرب لاستقلاله- انضم إلى جريدة العلم التي خرجت إلى الوجود عام 1946 والتي ظل يدافع فيها حتى 2004 بشكل لا هوادة فيه من أجل الديمقراطية وتكافؤ الفرص وذلك بغية تحقيق التقدم وشجب الظلم والتعسف ولو كان ذلك على حساب حريته.

لا شك أن عبد الكريم غلاب كان يمتلك موهبة في الكتابة والقراءة بشكل أساسي والتي ساهمت بشكل كبير في إرثه الكبير والمتنوع من الكتب المترجمة إلى عدة لغات في ميدان الرواية –الملتزمة مرة أخرى- والدراسات السياسية والتاريخية والأدبية والدينية.

كانت هناك فكرة أساسية تحركه وتشغله: وعي دائم للمواطن حتى يتمكن كل واحد –الذي له حقوق وعليه واجبات اتجاه المجتمع- أن ينفتح... مع اعتبار أن السلاح لمواجهة الجمود وتحقيق التقدم هو بناء ديمقراطية تشاركية حيث تسود المصلحة العامة والاستماع إلى المجتمع من أجل تحقيق مصالح الأمة.

تحرير من طرف عبير
في 14/08/2020 على الساعة 15:45