احتجاجات شباب «جيل Z»: السياحة تصمد.. لكن المهنيين متوجسون

سياح يلتقطون صوراً في بحيرة ياسمينة في مرزوكة يوم 20 أكتوبر 2024. AFP or licensors

في 02/10/2025 على الساعة 10:33

رغم الزخم الذي أثارته احتجاجات حركة GenZ212 في شوارع المغرب، يواصل القطاع السياحي نشاطه بشكل عادي دون تسجيل تأثير مباشر على حجوزات الزوار الأجانب أو على سير الموسم السياحي. غير أن المهنيين يحذرون من أن الصورة التي تُنقل عبر الشبكات الاجتماعية قد تكون لها انعكاسات لاحقة، خصوصاً إذا ما استمرت التعبئة الميدانية وتزايدت التغطيات الرقمية للأحداث.

يؤكد أصحاب الفنادق والفاعلون السياحيون أنهم لم يسجلوا إلى الآن أي إلغاءات جماعية أو تراجع في وتيرة الحجوزات. ومع ذلك، يحذر الجميع من أن انتشار الصور والفيديوهات على المنصات الرقمية قد يُحدث تأثير كرة الثلج ويضر بصورة المغرب كوجهة سياحية.

من جهتها، اختارت وزارة السياحة، عند تواصلها مع موقع Le360، «عدم التعليق في الوقت الراهن على الموضوع».

في فاس، مراكش، أكادير أو طنجة، يتحدث المهنيون عن نشاط «عادي»، فيما تسجل الفنادق نسب إشغال جيدة والبرامج المقررة للأحداث والتظاهرات ما تزال قائمة. ومع ذلك، يربط المهنيون مستقبل الموسم السياحي بصورة المغرب على الإنترنت أكثر من ارتباطه بالواقع الميداني.

المعركة على الصورة

الإجماع واضح: العرض مستمر، والطلب قائم، ودفاتر الحجوزات لم تتأثر. لكن المجهول يبقى في الفضاء الرقمي؛ فإذا تحولت مشاهد التوتر إلى مقاطع «فيرال» وخرجت عن سياقها، قد يتردد السياح الدوليون. ولهذا، يؤكد المهنيون في المدن السياحية الكبرى أن الأولوية هي «الوفاء بوعد الزبون» وطمأنة الشركاء.

ويقرون في الوقت نفسه بأن «تأثير العدسة المكبرة» لشبكات التواصل يشكل خطراً قائماً: أي مقطع يسيء فهمه وكالات الأسفار أو المؤثرون قد يثير طلبات استفسار إضافية، وربما يؤدي إلى تأجيلات.

يقول أحد الفاعلين السياحيين بفاس: «لا نرى موجة إلغاءات حالياً، لكن أي تدهور في الصورة، خاصة مع اقتراب مواعيد رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا، قد تكون له كلفة»، مضيفاً أن «السمعة الجيدة للمغرب بالخارج هي مكسب يجب الحفاظ عليه».

دروس من التاريخ

يقترح المستشار السياحي الزبير بوحوت مقارنة مع حركة 20 فبراير 2011، حين تراجعت ليالي المبيت بحوالي 6%. لكنه يوضح أن الظرفية الدولية المضطربة آنذاك لعبت دوراً أساسيا، وأن المغرب استعاد عافيته بعد عشرين يوماً فقط.

ويرى بوحوت أن الدرس مزدوج: آثار الاحتجاجات على السياحة عادة ما تكون ظرفية، لكن القناة التي تضخم أو تقلل من وقعها تبقى الإعلام والفضاء الرقمي. «إذا تضخمت الرواية السلبية على الشبكات، قد يتأثر مسار الحجوزات، والعكس صحيح إذا هدأت الأوضاع سريعا»، يضيف الخبير.

ويعتبر أن تراجع النشاط وارد، ليس بسبب احتجاجات GenZ212 وحدها، بل نتيجة عدة عوامل متراكبة: حركات الاحتجاج في فرنسا، السوق المصدّر الأول للمغرب، ما يعزز الحذر ويشجع على تأجيل السفر، إضافة إلى القيود الجمركية الأمريكية الجديدة التي تثقل بعض الرحلات الطويلة. هذه العوامل قد تتضخم أكثر مع الصور المنتشرة على المنصات الاجتماعية، ما يخلق فجوة بين الواقع العملي والانطباع الخارجي.

القطاع في تباطؤ نسبي

تُظهر الأرقام أن السياحة في المغرب تواصل منحى تصاعدياً، وإن بوتيرة أبطأ: +27% في يناير، +22% في فبراير، +17% في مارس (تأثير رمضان)، +27% في أبريل، +16% في ماي، +11% في يونيو، و+6% في يوليوز. ويصف بوحوت هذه الأرقام بأنها دليل على نموذج « بدأ يفقد زخمه » بعد فترة التعافي ما بعد كوفيد.

لكن هذا التباطؤ النسبي يجد ما يعادله من « مصدات » بنيوية، على رأسها خطة تطوير الخطوط الملكية المغربية، التي تشمل اقتناء طائرات جديدة وفتح خطوط دولية (إلى ساو باولو، تورونتو، زيورخ، ميونيخ، بيكين، مانشستر، نيامي وغيرها)، إضافة إلى تعزيز الربط الداخلي.

السمعة هي الفيصل

في نهاية المطاف، يبقى الحاسم هو الصورة: إذا هدأت الشوارع ولم يُبالغ في تفسير الأحداث على الشبكات، ستمرّ الموسم السياحي دون اضطرابات كبيرة. أما إذا تضررت السمعة، فالأثر سيظهر في نسب الملء أكثر من إغلاق المؤسسات.

ويختم بوحوت قائلا: «أي تراجع سيكون نتاج مجموعة عوامل: الانطباع الدولي، الوضع في الأسواق المصدرة، الظروف التجارية العالمية، أكثر منه نتيجة عامل داخلي وحيد. التحدي المباشر هو ترك المؤشرات الاقتصادية تحسم، من دون تهويل الصور أو الاستهانة بقوتها».

تحرير من طرف هاجر خروبي
في 02/10/2025 على الساعة 10:33