ويهدف إنجاز سد «سيدي عبو»، باعتباره من أهم المنشآت المائية بالحوض المائي لسبو، إلى ريّ ما يقارب 5000 هكتار من سافلة السد، بالإضافة إلى الحماية من الفيضانات، وسيمكن من تزويد المناطق القروية المجاورة بالماء الصالح للشرب، وذلك في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي، ويرمي لإنتاج الطاقة الكهرومائية، كما مكن أيضا من خلق حوالي 1.5 مليون يوم عمل خلال فترة الأشغال، وتأهيل اليد العاملة المحلية، ناهيك على تحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي للساكنة المجاورة، إضافة إلى تطوير السياحة البيئية بالمنطقة.
وأوضح زكرياء نيار، رئيس إعداد سد «سيدي عبو»، في تصريح لـLe360، أن نسبة تقدم الأشغال بالمنشأة المائية المذكورة بلغت 78%، بعدما تم إعطاء انطلاقة بنائها نهاية سنة 2021، حيث تم تقليص مدة الأشغال بها بحوالي 12 شهرا، وذلك بفضل كفاءات ومقاولات ومؤسسات وطنية 100%، بعد تسريع وتيرة الإنجاز، ليصبح التاريخ المتوقع لانتهاء بناء السد في بداية غشت 2025، بدل شهر غشت 2026 كما كان مقررا.
أشغال بناء سد «سيدي عبو» بتاونات. يسرى جوال
وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذه المنشأة المائية الكبرى تتكون من جزئين أساسين، فالجزء الأول يتعلق بالسد الرئيسي، وهو من نوع الخرسانة المضغوطة بعلو 72 متر وبطول عند القمة يبلغ 148 متر، والحجم الإجمالي للخرسانة 240 ألف متر مكعب. فيما يتعلق الجزء الثاني بحاجز الفج، وهو عبارة عن حاجز تكميلي للسد، حيث يبلغ طوله أكثر من كيلومترا وعلوه 41 مترا، وبحجم إجمالي للردوم يبلغ 2 مليون متر مكعب، يمكن من غلق الحقينة في الضفة اليسرى للسد.
وبالنسبة للأشغال المتبقية، فهي أشغال الحقن وأشغال التجهيزات الهيدروميكانيكية إضافة إلى أشغال مآخذ المياه وأشغال بعض المنشآت الملحقة للسد، كل ذلك تحت إشراف أطر مغربية وتحت مراقبة مستمرة ودقيقة من طرف المهندسين والتقنيين وخبراء تابعين لوزارة التجهيز والماء، بهدف تتبع الأشغال وفقا للتصاميم المنجزة.
وأضاف زكرياء نيار أن هذا المشروع العملاق يشغل مساحة 833 هكتار تمتد من إقليم تاونات إلى اقليم تازة، سيمكن من تخزين 200 مليون متر مكعب، فيما وصل حجم الغلاف المالي المرصود لهذا الطرح المائي حسب المصدر ذاته، ما يناهز مليار و240 مليون درهم، بتمويل من طرف وزارة التجهيز والماء، بغية تعبئة الموارد المائية من أجل سقي الأراضي المتواجدة بسافلة السد المقدرة بنحو 5 آلاف هكتار، وزيادة إنتاج الطاقة الكهرومائية، فضلا عن الحماية من الفيضانات.
وتجدر الإشارة أن بناء سد «سيدي عبو» يندرج في إطار المخطط التوجيهي لتهيئة الموارد المائية بالحوض المائي لسبو، حيث سيؤدي تنفيذه إلى زيادة سعة التخزين على مستوى الحوض، وسيمكن كذلك من التأقلم مع التغيرات المناخية بتلبية الحاجيات المائية، كما سيساهم هذا السد من الحد من ضياع مياه سبو في البحر.