وأوضح صالح الخطاب، بائع الخضر بسوق الجملة ونصف الجملة بإنزكان، أن أسعار الخضر شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الآونة الأخيرة، ضمنها الجلبانة التي كان سعرها يتراوح ما بين 6 إلى 7 دراهم للكيلوغرام الواحد ليصل اليوم إلى 11 درهما وذلك بسبب قلة الإنتاج نتيجة شح الأمطار وندرة المياه الجوفية وتقلص مساحة الأراضي المزروعة وبرودة الطقس.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن هامش الربح تقلص بفعل هذه العوامل ليستقر في درهم أو نصف درهم لتباع لطرف آخر، والذي بدوره يسعى لتحقيق هامش ربح لا يتجاوز درهمين إلى ثلاثة دراهم قبل أن تصل إلى المستهلك بنحو 15 درهما للكيلوغرام الواحد.
وأكد الخطاب أن نفس الأمر يسري على باقي أنواع الخضر، من بينها الطماطم والبطاطس والبصل، التي وصل سعر الصندوق الواحد لكل منهما لأزيد من 240 درهم، بينما قفز سعر «الكورجيت» إلى مستويات غير مسبوقة ليصل إلى 300 درهم للصندوق الواحد وكذلك الأمر بالنسبة لـ«الكرعة» التي وصل سعرها لأزيد من 250 درهما والفلفل الحلو بـ160 درهما، مشيرا إلى أن لهيب الأسعار لن يتوقف عند هذا الحد خصوصا مع اقتراب شهر رمضان.
حمو، أحد الفلاحين بمنطقة سوس، قال، في تصريح لـLe360، إن برودة الجو ساهمت في تراجع الإنتاج وتكبّد الفلاحين خسائر مادية فادحة أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج وغلاء الأسمدة المستعملة والمحروقات التي أثرت بشكل غير مباشر على القطاع وجعلت مصاريف نقل الخضر والفواكه من الضيعات الفلاحية في اتجاه الأسواق مضاعفة ما أثقل كاهل الفلاح، فضلا عن إصابة بعض الخضروات بأمراض فتكت بها وتسببت في فشل تحقيق المردودية المتوقعة.
وتابع المتحدث قائلا: «قبل 3 أشهر كان الصندوق الواحد من الطماطم يباع بنحو 50 درهما بسبب وفرة العرض وتراجع الطلب قبل أن تشهد الأسعار ارتفاعا صاروخيا بسبب العوامل المناخية والطلب الكثير على هذه المادة التي يرتقب أن يرتفع سعرها أكثر خلال شهر رمضان»، مضيفا: «الفلاح راه تقهر مسكين بسبب غلاء الأسمدة والمرضا لي ضاربا الضيعات الفلاحية، وفيهم لي مشا كاع للحبس بسبب الديون المتراكمة».
من جانبه، طالب فتاح اعطار، بائع خضر بسوق الخضر والفواكه بالجملة ونصف الجملة بإنزكان، وزارة الفلاحة بتقنين القطاع والضرب بيد من حديد بالمضاربين والسماسرة وتحديد الكمية التي ستصدر للخارج وضمان كمية وافرة للأسواق الداخلية لتجنب مثل هذه الأزمات التي من شأنها أن تستنزف جيوب المواطنين وتجعلهم محاصرين من جميع الجهات، مع ضرورة دعم الفلاح وتخفيض أسعار الأسمدة لصالحه من أجل مردودية أفضل.