وأوضح بوبكر عبد اللطيف، رئيس جمعية أكوك للأغراض الزراعية بجماعة سيدي واعزيز بإقليم تارودانت، أن الفلاحة بالمنطقة تواجهها مجموعة من التحديات والإكراهات أبرزها غلاء الأسمدة والأدوية المستعملة في الإنتاج من ضمنها التي تستخدم في ما يسمى « الرتيلة » حيث وصل ثمنها لما يزيد عن 2000 درهم للتر الواحد ونفس الشيء بالنسبة لـ« الشعيبة » الذي يباع بـ550 درهما للتر الواحد، فضلا عن مصاريف المستخدمين لعلاج الضيعات الفلاحية والمحددة في نحو 300 درهم في كل هكتار.
وأضاف المتحدث أن القطاع تأثر أيضا بانخفاض درجة الحرارة لمستويات قياسية ما تسبب في إتلاف مساحات واسعة من المغروسات كالجلبانة وبالباذنجان وأنواع أخرى من الخضر الموسمية، مشيرا إلى أن « الجريحة » التي تبدأ في شهر دجنبر وتستمر طيلة يناير تؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية، وتسببت لفلاحي المنطقة في خسائر مادية فادحة تختلف من ضيعة إلى آخرى حسب المساحة المزروعة.
وأكد عبد اللطيف أن المنطقة تعاني أيضا من الجفاف وشح الأمطار وندرة المياه الجوفية التي كانت حتى وقت قريب لا يتعدى عمق الحفر من أجل الوصول إليها 50 مترا ليتجاوز اليوم 100 متر، ما جعل عددا من الجمعيات المهنية تبيع الطن الواحد من الماء للفلاح بنحو درهم و30 سنتيم، ناهيك عن فاتورة الكهرباء التي أصبحت جد مكلفة في غياب دعم مباشر للوزارة الوصية على القطاع من أجل تزويد الفلاحين بالطاقة الشمسية كبديل ناجع واقتصادي للطاقة.
ويعاني فلاحو المنطقة كذلك من إشكالية التسويق وتحكم السماسرة في أسعار البيع في أسواق الجملة ونصف الجملة ما يكبد الفلاح الصغير خسائر كبيرة ويعمق من أزمته مع تكاليف الإنتاج المرتفعة، يقول المتحدث ذاته، مطالبا وزارة الفلاحة بالتدخل لتقنين القطاع والحفاظ على مصالح الفلاح خاصة الصغير باعتباره النواة الحقيقية للفلاحة والضامن لاستمرار هذه الأنشطة المعيشية في المناطق النائية ومعها استقرار السكان وتوفير مناصب شغل قارة وموسمية.
الطاقات الشمسية بديل لتخفيض تكاليف الكهرباء
حسن الزاهو، أحد الفلاحين بنفوذ جماعة سيدي واعزيز أوضح في تصريح لـLe360، أن استعماله للطاقة الشمسية خفَّض من مصاريف الانتاج وأن الفرق بين استعمال الطاقة النظيفة وقنينات الغاز الكبيرة كبير جدا، بحيث كان يحتاج لنحو 12 قنينة غاز في اليوم لسقي مزروعاته بسعر يقارب 20 ألف درهم لتتقلص التكاليف لقنينتين إلى ثلاث في اليوم الواحد ويتم استهلاك نحو 70 قنينة خلال 3 أشهر كاملة بتكلفة تقدر بـ3 آلاف درهم أي ما يعادل 1000 درهم شهريا.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن لجوءه إلى هذا الحل جاء بعد معاناة طويلة مع التكاليف الباهظة للغاز واختار الطاقة البديلة حلا لإنهاء هذه الأزمة رغم أن سعرها باهظ هي أيضا لكن فوائدها كبيرة، لتصبح معها الأرباح مستقرة مقارنة مع زمن استعمال قنينات الغاز، لكن يقول الزاهو « كل هذا تحقق بدون دعم يذكر للوزارة الوصية أمام التحديات الكبيرة التي باتت تواجه الفلاح خاصة أزمة الماء التي أصبحت مقلقة وتحتاج لحل جذري ».
وطالب الزاهو بتشييد سد واد المداد كحل مناسب لإنهاء الوضعية المائية المقلقة ولإنعاش الفرشة المائية وتزويد الضيعات الفلاحية بمياه السقي لتشجيع الفلاحين على مواصلة أنشطتهم بالمنطقة والمساهمة في استقرار الأسر ومحاربة الهجرة نحو المدن وتفشي البطالة في صفوف سكان جماعة سيدي واعزيز والمناطق المجاورة.
أسعار الخضر تلتهب بالأسواق
مشاكل بالجملة تلك التي تحدث عنها الفلاحون وأمام هذا شهدت أسعار الخضر بسوق الجملة ونصف الجملة بإنزكان ارتفاعا كبيرا أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين الذين باتوا ملزمين بالتأقلم مع الوضع واقتناء الخضر بأسعار مرتفعة لتلبية حاجياتهم اليومية.
وعرفت أسعار كل من الطماطم والبصل والجلبانة والبانذجان والقرع وغيرها ارتفاعا ملحوظا وصل لبعضها لـ3 أضعاف ما جعل المستهلك يدق ناقوس الخطر ويطالب الوزارة المختصة بالتدخل، في ظل تأكيد الفلاحين أن هذا الارتفاع ناتج عن الجريحة التي ضربت البلاد خلال الأيام الأخيرة وتسببت في تراجع الإنتاج وتأخره أمام ارتفاع في الطلب.