كورنيش عين السبع: بين تواصل متسرع وكثير من مناطق الظل

يمتد كورنيش عين السبع في مرحلته الأولى، التي يجري الانتهاء من تشييدها حاليا، على طول 3.4 كيلومتر. (عادل كدروز /Le360)

في 10/07/2025 على الساعة 21:00

خلافا لما لمح إليه بعض المنتخبين في جماعة الدار البيضاء مؤخرا، لم تتأخر أشغال إعادة تهيئة كورنيش عين السبع حتى الآن. وفضلا عن ذلك، لا يزال المشروع في مرحلته الأولى من التنفيذ، والتي ستكتمل قبل نهاية العام، وفقا لما أفاد به مصدر في شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتهيئة. هل اتهامات منتخبين في مجلس المدينة مبررة؟ بالنسبة لشركة التنمية المحلية، فإنه لا يمكن استبعاد سيناريو استغلال سياسي لأغراض انتخابوية بحتة.

أثارت شائعات رفض جماعة الدار البيضاء تسلم ورش كورنيش عين السبع جدلا حادا على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الجدل، الذي غذته تداول مجموعة من الصور، يبرز التباين بين تصميم المهندس المعماري طارق ولعلو وواقع التي أوكلت إلى شركة بن الهو إخوان. وتتجاوز تكلفة المشروع 70 مليون درهم.

وأكد مصدر في الدار البيضاء للتهئية قائلا: « لم تنته الإشغال بعد. لم نطلب قط تسلم الورش »، مضيفا أن المشروع كان من المقرر تسليمه في نهاية شتنبر 2025.

وعند سؤاله عن تصميم المشروع الغني بالمساحات الخضراء في حين أن الموقع الحالي لا يزال منطقة شاسعة قاحلة، أكد محاورنا أن الأمر يتعلق برؤية طويلة المدى. وأوضح أن إنجازه يعتمد بشكل خاص على قيام مجلس المدينة بمصادرة جميع الأراضي الواقعة بين الواجهة البحرية والطريق الجهوية 322، والتي تستخدمها شاحنات الوزن الثقيل الآتية من ميناء الدار البيضاء أو الذاهبة إليه.

وأضاف المصدر ذاته: «تتضمن المرحلة الأولى من المشروع تهيئة منتزه بالحد الأدنى من المرافق اللازمة لمصطافي شواطئ عين السبع وسيدي البرنوصي (مراحيض وأكشاك وملاعب للأطفال ومعدات رياضية، إلخ)».

كما خصص مجلس المدينة، في برنامج عمل جماعة الدار البيضاء 2023-2028، ميزانية كبيرة لتمويل عمليات نزع الملكية وبدء المرحلة الثانية من تهيئة الكورنيش. وعبرت الدار البيضاء للتهيئة عن استغرابها لكون أن «لا شيء تم فعله حتى الآن، والغريب أنه لا أحد من المنتخبين أثار هذا الأمر»، معتبرة أن هذا الهجوم على شركة التنمية المحلية هو «استغلال سياسي لأغراض انتخابوية بحتة». وبدلا من الاعتراف بمسؤوليتها عن التأخير، يلقي مجلس المدينة باللوم على الدار البيضاء للتهيئة.

وبسبب خيبة أملهم من الوضع الحالي للمشروع، لا يتردد سكان الأحياء المجاورة من مقارنته بكورنيشات أخرى، مثل كورنيش عين الذئاب. وعبر مصدر محلي عن أسفه قائلا: « كورنيش عين الذئاب هو الآخر على شكل منتزه، ولكنه ينفتح مباشرة على الطريق، مع إطلالة مفتوحة على المحيط. أما في عين السبع، فالمنتزه محاط بأراض خاصة تحجب رؤية البحر من الطريق الساحلي المؤدي إلى مدينة زناتة».

وتابع قائلا: «عندما أُطلقت دراسة المشروع الأولي، طلب صاحب المشروع من المهندس اعتماد رؤية شمولية لإنشاء فضاء ترفيهي حقيقي للمنطقة الشرقية من الدار البيضاء. وقد اتسعت نظرة المهندس وأدرج الأراضي الخاصة في مقترحه. واليوم، ثمة خياران متاحان: إما أن يشارك مالكو هذه الأراضي بتطوير مشاريع تتماشى مع مشروع تهيئة الكورنيش، أو أن تبدأ المدينة إجراءات نزع الملكية لإخلاء المساحة بين الطريق الساحلي والمحيط وتنزيل رؤيتها المتمثلة في واجهة بحرية مفتوحة».

عامل آخر ساهم في تأخير الورش: المباني المأهولة الواقعة بين بداية المنتزه ونقطة التقاء الطريق البحري المخصص لشاحنات الوزن الثقيل، والمتصل مباشرة بميناء الدار البيضاء، قبالة المدار الطرقي بساحة ميموزا.

وأوضح مصدرنا: «استغرقت المدينة قرابة ثلاث سنوات ونصف في إجراء عمليات المصادرة اللازمة». وأضاف: «في البداية، كان من المقرر بناء نفق بين الطريق البحري والطريق الساحلي. ولكن بسبب التأخيرات المتراكمة، تم التخلي عن هذا الخيار لصالح طريق على السطح».

وأكدت الدار البيضاء للتهيئة: «عندما باشرت المدينة مسطرة نزع الملكية في ماي 2024، لم يكن المشروع قد بدأ بالفعل. عندها فقط تمكنا من تركيب الأكشاك الأربعة في ساحة ميموزا، بالإضافة إلى جسر المشاة المعدني الذي يعبر مسار شاحنات الوزن الثقيل».

وفضلا عن ذلك، واجه المشروع مشكلة أخرى، تتعلق هذه المرة بوجود مكب نفايات مكشوف مليء بمخلفات البناء على طول مسار الكورنيش، في المنطقة التابعة لجماعة سيدي البرنوصي. يشار إلى أن المنتزه يمتد على طول 3.4 كيلومتر، ثلثه يتبع لجماعة عين السبع، بينما يتبع الثلثان المتبقيان لجماعة سيدي البرنوصي المجاورة.

وأوضح المصدر ذاته: «تطلّبت إزالة هذه المخلفات وحدها حوالي 20 مليون درهم. طلبنا من المدينة القيام باللازم. لكن المدينة كانت غائبة عند الحاجة. وبالتالي، ولإكمال المشروع، اضطررنا إلى شق طريق وسط تلك المخلفات».

وأكد محاورنا أن المشروع لا يعرف أي تأخير. وسيتم الالتزام بالمهلة التي حددها صاحب المشروع، وهي 18 شهرا. مبدئيا، أمام شركة بن الهو إخوان مهلة حتى نهاية شتنبر لإتمام الورش.

وتابع المصدر بالقول: «ولكن نظرا لكوننا في فصل الصيف، تلقت الشركة أوامر بإيقاف الأشغال لإفساح المجال للمصطافين. ستستأنف الأشغال في نهاية غشت ويستمر حتى نهاية العام».

في هذه الأثناء، أصبحت ملاعب الكرة الطائرة الشاطئية وكرة القدم، بالإضافة إلى المعدات الرياضية، متاحةً للعموم. وينطبق الأمر نفسه على الحمامات والمراحيض المجهزة على طول المنتزه. وقد أسند تدبيرها مؤقتا إلى مقاطعتي سيدي البرنوصي وعين السبع، بعد أن رفض مجلس المدينة تحمل تكاليف الاستغلال اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية للمصطافين.

تحرير من طرف وديع المودن
في 10/07/2025 على الساعة 21:00