تعافى الاقتصاد العالمي، وحققت الأسواق المالية أداء جيدا، بالإضافة إلى بعض الأحداث السياسية وأسعار المواد الخام، مما أثر بشكل كبير على ثروات الأثرياء حول العالم.
ووفقا لمجلة «فوربس»، ارتفع عدد المليارديرات إلى 2,781 شخصا بثروة إجمالية قدرها 14.2 تريليون دولار، بزيادة 141 مليارديراً مقارنة بالعام السابق. لم يسبق أن شهد العالم مثل هذا العدد الكبير من المليارديرات.
إيلون ماسك: الأكثر استفادة
كان إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، من بين الأكثر استفادة، حيث زادت ثروته بأكثر من 213 مليار دولار خلال عام 2024 لتصل إلى 442 مليار دولار. وبهذا يوسع الفجوة بينه وبين منافسيه جيف بيزوس (241 مليار دولار) ومارك زوكربيرغ (209 مليارات دولار).
تُعزى هذه الزيادة الكبيرة إلى انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، حيث كان ماسك من أكبر داعميه خلال الحملة الانتخابية. منذ انتخاب ترامب، ارتفعت أسهم شركة « تسلا » بنسبة 80%، مما ساهم في تحقيق هذه القفزة الضخمة في ثروة ماسك.
21 مليارديرا في إفريقيا
على الصعيد الإفريقي، مع الأخذ بعين الاعتبار الأفراد الذين تتركز أصولهم بشكل كبير داخل القارة، تم إحصاء 21 مليارديرا، ما يمثل 0.79% فقط من إجمالي عدد المليارديرات عالميا.
في عام 2023، كان العدد 20 مليارديرا. وكما هو الحال مع الأثرياء الآخرين، ارتفعت ثروات مليارديرات إفريقيا خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023.
تحديات العملات وتزايد الثروات
بالرغم من التحديات الناتجة عن انخفاض قيمة العديد من العملات الإفريقية (مثل النيرة النيجيرية، الجنيه المصري، والراند الجنوب إفريقي) أمام الدولار الأمريكي، حقق معظم المليارديرات مكاسب كبيرة.
أليكو دانغوتي: أغنى رجل في إفريقيا
كان أليكو دانغوتي الأكثر استفادة، حيث زادت ثروته بـ13 مليار دولار خلال عام 2024 لتصل إلى 28.1 مليار دولار، وفقاً لبيانات « بلومبرغ ». بذلك يحتل دانغوتي المرتبة 67 عالمياً بين أغنى الرجال، وهو الإفريقي الوحيد ضمن قائمة المائة الأوائل.
يعزى هذا النمو بشكل رئيسي إلى تشغيل مصفاة « دانغوتي » التي تم افتتاحها في مايو 2023 بطاقة إنتاجية تبلغ 650 ألف برميل يومياً. تبلغ قيمة هذه المنشأة أكثر من 20 مليار دولار، مما ساهم في زيادة ثروته، حيث يمتلك دانغوتي 92.3% من رأس المال.
كان يمكن أن تزيد ثروة دانغوتي أكثر لولا انخفاض قيمة النيرة النيجيرية بنسبة 40.91% مقابل الدولار في عام 2024. ومع ذلك، تختلف تقديرات «فوربس» عن «بلومبرغ»، حيث لم تأخذ الأولى في الحسبان استثمار دانغوتي الجديد، مما قدر ثروته بـ13.4 مليار دولار فقط.
منافسو دانغوتي
بفضل استثماراته، تفوق دانغوتي بفارق كبير على منافسيه من جنوب إفريقيا. ارتفعت ثروة جون روبرت وعائلته بمقدار 1.33 مليار دولار لتصل إلى 13.7 مليار دولار. تأتي غالبية ثروة العائلة من شركة « ريشمونت » الفاخرة التي تتخذ من سويسرا مقراً لها وتنتج أكثر من 20 علامة تجارية، منها « كارتييه »، و »فان كليف آند آربيلز »، و »مون بلان »، و« بياجيه ».
أما نيكي أوبنهايمر وعائلته، أصحاب إمبراطورية الماس، فقد شهدت ثروتهم زيادة قدرها 1.8 مليار دولار لتصل إلى 11.7 مليار دولار، محتلة بذلك المرتبة الثالثة إفريقيا.
Yassen Mansour (62 ans, Egypte): une fortune de 1,2 milliard de dollars. Secteurs d'activité: diversifiés.. DR
خلف هذا الثلاثي، يأتي السوازيلاندي ناتي كيرش، الناشط في مجال الصناعات الغذائية والتوزيع، بثروة تقدر بـ 9.38 مليار دولار (بزيادة 1.76 مليار دولار). جزء من ثروة هذا السوازيلاندي (من مملكة إسواتيني) ذي الأصل الجنوب إفريقي، يعود إلى النمو الكبير في حصته البالغة 75% في شركة Jetro Holdings، التي يقع مقرها في نيويورك.
قائمة الخمسة الأوائل الأكثر ثراءً في إفريقيا تكتمل بالمصري ناصف ساويرس، الناشط في مجال الصناعة، بثروة تقدر بـ 8.72 مليار دولار (زيادة 300 مليون دولار). ناصف هو ابن أنسي ساويرس والأخ الأصغر للمليارديرين نجيب وسميح ساويرس، وقد جمع ثروته من صناعة الأسمدة النيتروجينية عبر مصانع في تكساس وأيوا في الولايات المتحدة.
في التصنيف الإفريقي، يحتل شقيقه نجيب ساويرس، الناشط في مجال الإعلام والاتصالات، المركز السادس بين مليارديرات القارة. هؤلاء الستة هم الأفارقة الوحيدون الذين يظهرون في قائمة Bloomberg Billionaires Index التي تضم أغنى 500 شخص في العالم.
بالنسبة لبقية المليارديرات الأفارقة الذين حددتهم مجلة Forbes والذين تتجاوز ثرواتهم مليار دولار أو تعادلها، تشمل القائمة: النيجيريين مايك أدينوغا (6.7 مليار دولار) وعبد السلام ربيعو (5.2 مليار دولار)، والمصري محمد منصور (3.3 مليار دولار)، والجنوب إفريقيين كوس بيكر (2.9 مليار دولار) وباتريس موتسيبي (2.7 مليار دولار)، بالإضافة إلى الجزائري يسعد ربراب وعائلته (2.5 مليار دولار).
من حيث التوزيع الجغرافي، تضم القائمة ستة جنوب إفريقيين، وخمسة مصريين، وأربعة نيجيريين، ومغربيين، وجزائريًا واحدًا، وتنزانيًا واحدًا، وزيمبابويًا واحدًا، وسوازيلانديًا واحدًا (إسواتيني).
وأخيرا، يجب التنويه إلى أن التصنيف يقتصر على المليارديرات الأفارقة المقيمين داخل القارة أو الذين تتواجد أصولهم بشكل رئيسي في إفريقيا.
وبالتالي، فهو يستثني الجنوب إفريقي إيلون ماسك الذي يحمل أيضا الجنسيات الكندية والأمريكية، والإثيوبي محمد العمودي الحاصل على الجنسية السعودية، والصومالي مو إبراهيم الذي يحمل الجنسية البريطانية، والنيجيري أديبايو أوجونليسي الذي انضم إلى نادي المليارديرات بعد بيع شركته Global Infrastructure Partners لشركة BlackRock الأمريكية العملاقة. كما يستثني الجنوب إفريقي الدكتور باتريك سون شيونج الذي حصل على الجنسية الأمريكية، والجنوب إفريقي إيفان جلاسنبرج، الرئيس التنفيذي لشركة Glencore، الذي يحمل الجنسيات السويسرية والأسترالية.