توجه Le360، وهو أول وسيلة إعلامية رقمية تقوم بذلك، إلى منطقة شفشاون وباب برد، في قلب جبال الريف، لإنجاز روبوتاج عن الأنشطة القانونية المتعلقة بالقنب الهندي، بدءً من زراعة النبتة من قبل الفلاحين حتى تحويلها صناعيا، مرورا بجمع المنتوج من قبل التعاونيات.
ويتم كل هذا العمل تحت إشراف وتوجيه ومراقبة الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي برئاسة محمد الكروج. لكن قبل الحديث عن الدور الذي تلعبه هذه المؤسسة الموضوعة تحت إشراف وزارة الداخلية، تجب الإشارة إلى أن نبتة القنب الهندي، مهما كانت طبيعتها، تتكون من حوالي 120 جزيء يسمى كانابينويد.
ومن بين الجزيئات الأكثر أهمية رباعي هيدروكانابينول، وهو الجزيء الرئيسي الذي يمتلك خاصية المؤثر النفسي للقنب، وكذلك الكانابيديول. وعلى عكس رباعي هيدروكانابينول، فإن الكانابيديول لا يسبب الإدمان، على الرغم من أن له تأثيرات نفسية.
ومن حيث الاستعمال، فإن إنتاج القنب الهندي الذي يحتوي على نسبة رباعي هيدروكانابينول أكبر من 1% مخصص حصريا لصناعة المنتجات الصيدلانية، في حين أن إنتاج القنب الذي يحتوي على نسبة رباعي هيدروكانابينول أقل من 1% مخصص لصناعة المنتجات الغذائية، والمكملات الغذائية ومنتجات التجميل. من بين منتجات القنب الهندي الغنية بالكانابيديول، التي تحتوي على أقل من 1% من رباعي هيدروكانابينول، نجد شاي الأعشاب لمكافحة الأرق أو حتى الزيوت التي تعالج القلق.
Le transport du cannabis recolté. (A.Et-Tahiry / Le360). Le360
بعد هذه التوضيحات، دعونا نعود إلى الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي. هذه الوكالة، التي تعد كـ«دركي» القنب الهندي والمحدثة بموجب قانون-الإطار 13/21، مكلفة بمهمة «تتبع» العملية بأكملها من الإنتاج (الفلاح واستيراد البذور والمشاتل) إلى التحويل والتصنيع. وتخضع الأنشطة التسعة الخاضعة للرقابة الوطنية لتراخيص، بما في ذلك النقل الطرقي للقنب ومشتقاته.
زراعة القنب الهندي مرخصة فقط في مناطق شفشاون وتاونات والحسيمة. في استطلاعنا، ركزنا على الفلاحين وتعاونية في شفشاون، فضلا عن وحدة التحويل ببو كانات (Bio Cannat). وتقع هذه الأخيرة على المنحدر الجبلي لباب برد، وهي جزء من مجموعة ذات نفع اقتصادي يرأسها عزيز مخلوف.
قبل التطرق لجانب صناعة المنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل ومشتقاتها الأخرى، وجهنا عزيز مخلوف إلى الفلاحين وحقول القنب الهندي الموجودة في قرية إغرمان، التي ترتفع 800 متر فوق سطح البحر على جبال شفشاون. هناك، التقى فريق Le360 بجمعية تعاونية مكونة من 80 عضوا.
كل منهم بترخيص من الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، هؤلاء الفلاحون هم الذين يزودون التعاونية بالمحاصيل منذ عام 2023، والتي تمت الموافقة عليها من قبل السلطات الوصية. وفي مقابلة مع Le360، أعربوا جميعهم عن سعادتهم لأنهم تمكنوا من العمل بشكل قانوني وتقديم إنتاجهم «بفخر» و«رؤوسهم عالية».
وتحدث العديد منهم عن قضائهم فترات في السجن. وقال عبد السلام: «نحن سعداء بالعمل الآن بشكل قانوني»، موجها شكره الحار للملك محمد السادس على تقنين زراعة القنب الهندي للأغراض الصناعية والطبية.
يتم نقل الكتلة الحيوية للقنب، أي فصل الجذع عن البذور والأوراق، إلى وحدة بيو كانات لتحويلها. ويفرض هذا المصنع، المجهز بمعدات متطورة، نظاما صارما للتتبع بدءً من الاستقبال وحتى المنتوج النهائي، أي زيت الكانابيديول وتحويل هذا الزيت إلى بلورات.
بعد التخزين، تمر البذور عبر المطحنة التي تحولها إلى مسحوق. وتتشكل الخطوة التالية من تحويل هذا المسحوق إلى عجينة، والتي يتم وضعها في سائل قبل المرور إلى الخطوة النهائية، وهي استخلاص الزيت عند درجة حرارة 180 درجة. زيت الكانابيديول المركزة تشكل الخميرة الرئيسية المستخدمة في إنتاج الدقيق والزيوت الأخرى للتغذية ومنتجات التجميل.
واليوم، وحدة بيو كانات في تحويل القنب الهندي، لكنها لا تزال تنتظر الحصول على ترخيص لتسويق منتجاتها المخصصة للأغراض الصناعية والغذائية. وأوضح عزيز مخلوف: «نعتزم، بعد حصولنا على ترخيص من الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب لهندي، لتسويق حوالي 700 ألف زجاجة من زيت الكانابيديول وطنيا ودوليا ».
وسترى النور قريبا مصانع أخرى لتحويل القنب الهندي للأغراض الصناعية في منطقتي تاونات وشفشاون، مما سيمكن من مكافحة الاتجار غير المشروع في الحشيش، وتطوير التحويل القانوني للقنب الهندي للأغراض الصناعية، ورفع مستوى معيشة سكان المنطقة التي تعمل على الاستفادة من إمكاناتها.