واستهل جازولي، الذي ترأس وفدا مغربيا يضم سفيرة المملكة المغربية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، زهور العلوي، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، والمدير العام للاستثمار ومناخ الأعمال بالوزارة، الغالي الصقلي، ومدير الاستثمار، هشام شودري، (استهل) جولته بزيارة المصنع الجديد للمحللات الكهربائية التابع لشركة سيمنس للطاقة.
وجرى استقبال الوفد المغربي من قبل عضو اللجنة التنفيذية بالشركة، آن لور دو شامارد، ونائب الرئيس الأول لإفريقيا والشرق الأوسط، ديتمار سيرسدورفر، في هذه المنشأة الصناعية التي تعتبر رائدا عالميا في استخدام الروبوتات الحديثة والرقمنة للإنتاج الآلي، والتي تضطلع بدور حاسم في إنتاج الهيدروجين الأخضر، العنصر الرئيسي في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.
بعد ذلك، التقى جازولي بمديرة فرع ألمانيا لشركة رولز رويس لصناعة الطيران والسيارات، ستيفاني ويلمان، قبل لقائه بنائب رئيس ولاية بافاريا ورئيس غرفة التجارة العربية الألمانية، بيتر رامزاور، ومديرها العام عبد العزيز المخلافي.
وتوجه عقب ذلك، برفقة السفيرة العلوي، إلى مقر اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية، حيث أجريا محادثات مع عضو مجلس الإدارة، إيليا نوثانجيل، بحضور الخبيرين بالاتحاد، لويز ميزيير وإليزابيث شترال، همت مواضيع على غرار العلاقات الاقتصادية الألمانية المغربية والاستثمارات والهيدروجين.
وأكد نوثانجيل بالمناسبة الأهمية « القصوى » لإقامة روابط متينة مع أصدقاء وشركاء موثوقين، لا سيما في ظل الصعوبات الاقتصادية الراهنة.
وأضاف أن « ذلك ما يجعل مبادرة المغرب للبحث عن فرص استثمارية في ألمانيا تحظى بتقدير كبير »، مشيرا إلى أن الشركات الألمانية تهتم بشكل خاص بـ »عرض المغرب » لتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر في أفق البحث في إمكانية القيام باستثمارات مستقبلا.
وأوضح نوثانجيل أنه « مستقبلا، سيكون من اللازم مواصلة التبادلات والمناقشات حول فرص الأعمال، الأمر الذي يعني زيارة الوفود المغربية لألمانيا، وكذا قيام الشركات الألمانية بزيارات للمغرب من أجل استكشاف الإمكانات التي تتيحها البلاد على أرض الواقع »، معتبرا أن « هذه التبادلات ت عتبر جوهرية من أجل تحقيق التفاهم المتبادل واكتشاف سبل التعاون التي من شأنها أن تعود بالنفع على الطرفين ».
واختتمت أشغال هذا اليوم الأول من الحملة الترويجية، المستمرة حتى بعد غد الخميس، بعقد اجتماع مع بيربل كوفلر، كاتبة الدولة البرلمانية بوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية.
وتناول الوزير، خلال اجتماعاته المختلفة، موضوعات رئيسية مثل العلاقات الاقتصادية الألمانية المغربية والاستثمارات والهيدروجين، مبرزا أهمية « عرض المغرب » لمستقبل إمدادات الطاقة والتعاون بين البلدين.
وأعربت كوفلر عن سرورها بزيارة الوفد المغربي، مسلطة الضوء على الأهمية التي تكتسيها التبادلات مع المملكة حول مواضيع هامة تتعلق بالتنمية المستدامة، على غرار الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر والكهرباء، فضلا عن الاستثمار في البنيات التحتية.
وأضافت أن هذا اللقاء مكن من استكشاف هذه المواضيع وطرح أفكار لخلق تعاون وثيق بين ألمانيا والمغرب ».
كما أعربت كوفلر عن ارتياحها، خلال هذه المباحثات المهمة لمستقبل العلاقات بين المغرب وألمانيا، بشأن إمكانية التنفيذ المشترك للأفكار الملموسة المنبثقة عن الأنشطة الثنائية، ما من شأنه تعزيز تعاون ناجع ميدانيا.
من جانبه، أشار جازولي إلى أن هذه الحملة الترويجية الألمانية، التي ستحط الرحال في برلين وفولفسبورج وهانوفر وميونيخ، ترمي إلى اللقاء بمسؤولين حكوميين ومسؤولين بشركات من أجل تقديم « عرض المغرب » كوجهة متميزة للاستثمار، بقيادة الملك محمد السادس.
وفي هذا الصدد، شدد الوزير على أبعاد هذه المبادرة في استقطاب المستثمرين الدوليين ورفع مستوى الشراكة بين البلدين، خاصة في قطاعي النقل الكهربائي والهيدروجين، مبرزا أن الشركات الألمانية الرائدة في هذه المجالات تفاعلت بشكل إيجابي مع الفرص التي عرضها المغرب وأبدت اهتماما كبيرا بقطاعات المستقبل التي يقترحها المغرب وتطلعا نحو تحقيق تعاون وثيق في هذا المجال.
وأوضح جازولي أن هذه الشركات « تؤكد على رغبة جادة في الشراكة من أجل الاستثمار المشترك في هذه المجالات الواعدة ».