وقالت فاطمة الشايخي، الفاعلة الجمعوية بحي « تمدغوست » بمدينة تيزنيت، في تصريح لـLe360، إن مجموعة من الأحياء تفتقد لقنوات المياه العادمة ما يجعل السكان يعانون يوميا مع الروائح الكريهة ومع الحشرات المضرة بالصحة، كما أصبحت المطمورات مكلفة بحكم حاجتها في كل مرة لعملية الإفراغ والتنقية بمقابل مادي مع لائحة انتظار طويلة للحصول على هذه الخدمة التي تقدمها إحدى الشاحنات التابعة للجماعة الترابية لتيزنيت.
من جانبه، أكد حسن داي، أحد سكان المدينة، أن حي تمدغوست على سبيل المثال لا الحصر منذ ما يزيد عن 14 سنة وهو يعاني الأمرين مع هذه الإشكالية وتلقى السكان مجموعة من الوعود من المجالس السابقة دون أن تطبق على أرض الواقع ودون أن تنهي هذا المشكل القائم الذي بات يهدد الصحة العمومية ويساهم في انتشار الأمراض خاصة في صفوف الأمهات الحوامل والرضع والأطفال ما دون العشر سنوات.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن المنطقة تعرف في فصل الصيف اجتياحا كبيرا لحشرة الباعوض (الناموس) ما يحول حياة السكان إلى جحيم لا يطاق، مشيرا إلى أن المتضررين الذين يعدون بالمئات اجتمع ممثلوهم مع الجهات المختصة والتي وعدت بحل المشكل وأبلغتهم بأن نسبة تقدم حل هذه الإشكالية بلغت ما يزيد 98 في المئة لكن حتى الآن لا شيء تحقق على أرض الواقع، مطالبا بتسريع وتيرة الحل لوضع حد لهذا المشكل الذي عمَّر طويلا.
في المقابل، أوضح عبد الله غازي، رئيس جماعة تيزنيت، أن ما يفوق 30 في المئة من أحياء المدينة تعاني من هذا الإشكال منذ سنوات طويلة وكذلك الأمر بالنسبة لمشاريع التجزئات العقارية والمجموعات السكنية التي تضم مئات البقع والشقق، ما دفع الجماعة منذ سنتين من الآن على الإنكباب على حل مجموعة من العوائق التي تحول دون تنفيذ مشروع تطهير السائل سواء المتعلقة بالعقار أو الموارد المالية أو التعاقد مع الشركاء.
وذكر المسؤول ذاته في تصريح لـLe360، أن الجماعة بذلت مجهودا منذ بداية سنة 2024 واستطاعت إنهاء الهندسة التعاقدية لمشروع تطهير السائل من خلال عقد اتفاقية تضم مجموعة من الأطراف ويتعلق الأمر بكل من وزارة الداخلية ومجلس جهة سوس ماسة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب في المساعدة التقنية فضلا عن الجماعة الترابية لتيزنيت صاحبة المشروع، حيث تم رصد ما يناهز 120 مليون درهم (12 مليار سنتيم) لتنفيذ مخطط تطهير السائل.
وأشار المتحدث إلى أن فرق البلدية منذ سنتين وهي منكبة على التسوية العقارية حيث ستمر قنوات مياه الصرف الصحي التي كانت عائقا كبيرا أمام هذا المشروع الطموح، وأن الجماعة بدأت في التوصل بمساهمات الأطراف المتعاقدة من ضمنها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب الذي ضخ في خزينة الجماعة نحو 3 ملايير سنتيم والتي كانت عبارة عن مساهمات المواطنين في الأشغال الأولية.
وأكد غازي أن الجماعة تعتزم في الأسبوع المقبل إطلاق صفقة التتبع التقني للمشروع في أفق إطلاق صفقة بداية الأشغال ومباشرتها خلال هذه السنة، مضيفا أن الهدف سيتحقق وسيمكن من تطوير البنيات التحتية للمدينة ويعزز من جاذبيتها ويشجع على الاستثمار.