ربورتاج: مآثر فاس العتيقة.. دينامية هامة في استقطاب وانتعاش السياحة الثقافية

مآثر فاس العتيقة.. دينامية هامة في استقطاب وانتعاش السياحة الثقافية

في 13/10/2024 على الساعة 14:15, تحديث بتاريخ 13/10/2024 على الساعة 14:15

فيديويسجل القطاع السياحي بالمدينة العتيقة لفاس بوادر تعافٍ واضحة، بعد أن سرت حركية نشيطة بدروب وأزقة وفضاءات فاس البالي منذ أيام، ما أعاد وهج الحياة إلى المدينة التي افتقدتها لشهور بعد ركود وكساد غير مسبوق دام لشهور.

ولطالما اعتبرت فاس العاصمة العلمية من بين أفضل الوجهات السياحية الثقافية، لاحتوائها على معالم تاريخية تستقطب عددا كبيرا من السياح الأجانب، لما تزخر به من معالم تاريخية ورائع عمرانية خالدة، فضلا عن ما تكتنزه من حرف تقليدية تعكس عراقة ومجد الحاضرة الإدريسية.

ولم يكن اختيار مدينة فاس عاصمة للثقافة الإسلامية عشوائيا، فالعاصمة الروحية تعيش تحركا ثقافيا متميزا على مدار السنة يتجسد في احتفالات دينية ومهرجانات وأنشطة مختلفة ومتنوعة تتلون بشتى ألوان الإبداع، آخرها موسم مولاي إدريس الأزهر، الذي يعتبر مقصدا ومحجا لآلاف الطوائف الصوفية من داخل المغرب وخارجه، والذي سجل حضورا غير مسبوق في عدد زوار المدينة العتيقة لفاس خلال الأسابيع الماضية.

كاميرا Le360، التقت خلال جولتها بعدد من أرباب المحلات التجارية والبازارات، الذين عبروا عن فرحتهم بعودة الحركية للمدينة القديمة، وهي الحركية التي تعتبر هامة بالنسبة إليهم، خصوصا من جانب تحسين المداخيل اليومية.

عبد الحق بنجلون، تاجر بساحة النجارين، أشار إلى أن مدينة فاس شكلت، منذ عصور، أحد النماذج الحضارية الإسلامية الأكثر تميزا والأكثر حفاظا على تراثها، والمآثر التي تزخر بها التي تعكس مختلف الحقب من تاريخها، وهو ما يساهم في استقطاب عدد مهم من السياح الأجانب، الذين يتزاحمون للاستمتاع بمشهد نسيج حضاري يحمل معه بصمات من الزمن القديم.

ومن جانبه، أشار كمال التكناوتي، وهو تاجر فخار بالطالعة الصغرى، في تصريح مماثل، إلى أن السياحية بالمدينة العتيقة لفاس موسمية، تنتعش على الخصوص في فصلي الخريف والربيع، ومع نهاية شهر شتنبر حيث يكون الجو معتدل ويحج حينها للمدينة الآلاف من السياح من مختلف أقطاب العالم، للاستمتاع بمعالم فاس البالي الأثرية، وما تخفيه من مواقع تاريخية، فضلا عن حرف تقليدية، تعبر عن معالم قيّمة بالنسبة لتاريخ المغرب على العموم، وتاريخ الحاضرة الإدريسية على الخصوص.

هذه المؤشرات السياحية الإيجابية التي طبعت قطاع السياحة بفاس، تتطلب مجهودات إضافية لاستثمارها، خصوصا مع احتضان المدينة لتظاهرات رياضية كبرى، وجب تطويرها للنهوض بالقطاع، كالرفع أساسا من جودة الخدمات السياحية المقدمة، وتحسينها بشكل أكبر سواء في الفنادق أو المطاعم ومراكز الاستقبال والمراكز التجارية للصناعة التقليدية، بالإضافة إلى تكثيف الرحلات الاستكشافية نحو الجهة للتعريف بنقط الجذب، وتنويع العرض السياحي، بالنظر لمميزات الجهة الجبلية والطبيعية على طول السنة.




تحرير من طرف يسرى جوال
في 13/10/2024 على الساعة 14:15, تحديث بتاريخ 13/10/2024 على الساعة 14:15