وعرفت مجموعة من الأحياء والشوارع تهيئة واسعة، على غرار شارع الحسن الثاني والحسن الأول ومحمد الخامس وأحياء الشرف، الحي السويسري، تالبرجت، المنطقة السياحية، جزء من حي الداخلة والسلام والجهة المطلة على حي الموظفين وغيرها، بينما تعيش أخرى من قبيل أحياء أيت المودن، أيت تووكت، إغير أضرضور، أحلكا، تدارت أنزا، أدرار وتليلا، في مستنقع الأزبال وتفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم من تبليط للأزقة وإنارة عمومية وكهرباء المنازل والماء الصالح للشرب، والطرق الكفيلة بفك العزلة عنها، فضلا عن وسائل النقل العمومية.
وقال سعيد المسعودي، أحد سكان حي أيت المودن بأكادير، إن ما تعيشه هذه الأحياء من «تهميش» و«إقصاء» وما تنعم به أخرى التي يقطن بها كبار القوم ورجال المال والأعمال وتزدهر فيها التجارة، يجعلنا أمام «مدينة تسير بسرعتين»، وهذا الأمر مثير للاستغراب خاصة وأن برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024 يتضمن محورا خاصة بتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، لكن بعض الأحياء المشار إليها سلفا لم تشملها التهيئة والبعض الآخر يعاني من بطء شديد في الأشغال لأسباب مختلفة.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن الأحياء تعاني أيضا من غياب المرافق السوسيو-ثقافية والرياضية والحدائق والمنتزهات والفضاءات التي يمكن أن تكون متنفسا حقيقيا للسكان الذين يعدون بالآلاف، إلى جانب افتقارها لمركز صحي يكون الملاذ الأول للقاطنين بسفوح الجبال، مؤكدا أن عجلة التنمية متوقفة إلى حد كبير في المنطقة، ما يستدعي من الجهات الوصية وعلى رأسها المجلس الجماعي لأكادير، التحرك والتسريع بإعادة تأهيل الأحياء المهمشة بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة.
من جانبه، أوضح الحسين الكدواني، فاعل مدني بأكادير، أن أحياء سفوح الجبال وتدارت أنزا وأدرار وتليلا التي تضم كثافة سكانية كبيرة، ما تزال تفتقر إلى طرقات تفك عزلتها ووسائل نقل تنهي الطوابير التي تنتظر ما يعرف بـ«العتَّاقة» أو وسائل النقل السري، إضافة إلى غياب إدارات عمومية قريبة لتخفيف عبء التنقل نحو وسط المدينة أو أقرب الأحياء التي تتوفر فيها، مضيفا، في تصريحه لـLe360، أن المجلس الجماعي بات ملزما بإنهاء معاناة السكان حفاظا على ماء وجهه قبل أن تنتهي ولايته قريبا.
وفي سياق متصل، عقد رئيس المجلس الجماعي لأكادير، عزيز أخنوش، رفقة أعضاء المكتب، يوم الاثنين 25 غشت 2025، اجتماعا، تمحور حول عدة ملفات من ضمنها تقليص الفوارق بين أحياء المدينة، وذلك عبر التسريع بتنزيل برنامج عمل الجماعة لتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، ويشمل ذلك، بحسب بلاغ نشرته الجماعة على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، تهيئة الطرقات وتحسين الإنارة العمومية وتعزيز المساحات الخضراء، إلى جانب إحداث مرافق اجتماعية ورياضية وثقافية، وكذا أسواق القرب، بما يضمن عدالة مجالية متوازنة وجودة عيش أفضل للساكنة.
وشدد المكتب على ضرورة تعبئة الإمكانيات المالية المتاحة وتسريع المساطر لإخراج هذه المشاريع إلى حيز التنفيذ في أقرب الآجال.
وفي إطار برنامج تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، الذي يندرج ضمن برنامج عمل جماعة أكادير، احتضن مقر الجماعة، مساء يوم الأربعاء 3 شتنبر 2025، اجتماعا تشاوريا خصص لعرض ومناقشة مشروع تهيئة حي إحشاش، ترأسه النائب الأول لرئيس جماعة أكادير، مصطفى بودرقة، بحضور أعضاء آخرين وموظفين، إلى جانب الفعاليات الجمعوية، تم من خلاله تقديم التصاميم الخاصة بتهيئة الأزقة والساحات والطرقات، وكذا مشاريع الإنارة العمومية والفضاءات الخضراء.
كما اجتمع النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لأكادير عزيز أخنوش، مصطفى بودرقة، بفدرالية جمعيات حي تليلا، خُصص لتدارس مشروع تهيئة الحي، والذي يشمل تهيئة الشبكة الطرقية وتبليط الأزقة، وتعزيز الإنارة العمومية، وتهيئة الساحة الكبرى للحي، إلى جانب إحداث فضاءات خضراء.




