لماذا يتعثر افتتاح حديقة الحيوانات بعين السبع؟

DR

في 16/05/2023 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 16/05/2023 على الساعة 08:00

في الوقت الذي كان مقررا افتتاح حديقة الحيوانات عين السبع خلال عام 2017، لا تزال هذه الحديقة الشهيرة بالدار البيضاء غير مستغلة. لكن مجلس مدينة الدار البيضاء يشير إلى الاختلالات المتعلقة بالسلامة واقتناء الحيوانات لتفسير الإبقاء على إغلاقها. بالنسبة للمهدي بنمسعود، رئيس الجمعية المغربية لحدائق الحيوانات والأحواض السمكية، فإن المشكلة والحل يكمنان في مكان آخر.

كان من المفترض أن تكون علامة على تغيير في نمط تسيير مدينة الدار البيضاء و(إعادة) إحياء مساحات عمومية جديرة بالعاصمة الاقتصادية، قادرة على المساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي والتثقيف البيئي ورفاهية الحيوان. يتعلق الأمر بحديقة الحيوانات بعين السبع، التي تعد تراثا حقيقيا للبيضاويين تبلغ من العمر حوالي 80 عاما والتي شهدت مرحلة طويلة من الانحدار قبل إغلاقها في عام 2014.

هذا الفضاء، الذي هو جزء من الذاكرة الجماعية للبيضاويين، كان من المفترض أن يبعث من رماده في عام 2017، بعد التجديد. لكن حتى يومنا هذا، لا شيء من ذلك حصل. اليوم، الملف في يد مجلس مدينة الدار البيضاء. إذا بدا هذا الأخير مصمما على إعادة الحياة إلى حديقة الحيوانات هاته، فلم يتم تحديد تاريخ إعادة فتحها بعد.

والسبب، وفقا لمجلس المدينة، عائقان رئيسيان. الأول هو أنه حتى بعد تجديدها، لا تزال حديقة حيوانات عين السبع تعاني من اختلالات مرتبطة بالسلامة. وأكدت لنا رئيسة مجلس مدينة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، قائلة: « بعد زيارة تفتيش أجريناها، لاحظنا بعض الاختلالات فيما يتعلق بمعايير السلامة. أطلقت أشغال إضافية وقد تم الانتهاء منها ».

العائق الثاني: إعادة افتتاح حديقة الحيوانات رهين باقتناء حيوانات من جمعيات دولية، كما أشار إلى ذلك نائب رئيس المجلس المذكور مولاي أحمد أفيلال. وقال: « نحن على قائمة انتظار لاستقبالهم ». هذا هو مربط الفرس.

مجموعة الحيوانات «موجودة بالفعل» في المغرب

إذا كانت الاعتبارات التقنية المتعلقة بالسلامة محسومة مسبقا، فإن مسألة اقتناء الحيوانات فيها إشكال. وهذا ما أكده المهدي بنمسعود، رئيس الجمعية المغربية لحدائق الحيوانات والأحواض السمكية، وهي منظمة غير ربحية تعمل في مجال تطوير عالم الحيوانات في المغرب.

وقال رئيس الجمعية: « نحن على اتصال منتظم مع الجمعيات الدولية المتخصصة في هذا المجال. حتى الآن، لم يتم إبلاغنا بأي اتصال تم بين مجلس مدينة الدار البيضاء وهذه الجمعيات لاستجلاب الحيوانات إلى حديقة الحيوانات بعين السبع ». بل الأكثر من ذلك، يؤكد أنه لا داعي للجوء إلى الخارج وقال: « الحيوانات المرتقبة في مجموعة حيوانات عين السبع موجودة بالفعل في المغرب ».

إن وجود إمكانات وطنية فيما يتعلق بالموارد الحيوانية هو أمر مفيد خاصة وأن عالم الحيوانات محدود للغابة. غالبا ما يكون توافر الحيوانات لمجموعة حيوانية محدودا ويخضع لعدة اعتبارات. بالنسبة لبعض الأنواع، على سبيل المثال الزرافات أو الأفيال، نظرا لندرتها، تكون إجراءات الحصول عليها معقدة جدا.

بالإضافة إلى قوائم الانتظار الكبيرة، هناك بروتوكولات صحية صارمة يجب احترامها. الوكالة الوطنية للمياه والغابات والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لهما رأي في هذا الأمر. الخلاصة: قد تستغرق عملية العثور على الحيوانات من مجموعة الحيوانات والحصول عليها واستيرادها سنوات.

أهمية الاستفادة من المهارات المغربية

وأوضح المهدي بنمسعود قائلا: « أنا أشدد على أن الحيوانات الضرورية لمجموعة الحيوانات في حديقة الحيوانات بعين السبع موجودة بالفعل في المغرب. لضمان الافتتاح السريع لهذه الحديقة، من الضروري طرح طلب عروض لاقتناء الحيوانات وتسيير حديقة الحيوان. إن الفاعلين الخواص المغاربة والجمعية المغربية لحدائق الحيوانات والأحواض السمكية على استعداد لتسهيل هذه العملية من خلال تقديم دعمهم ».

في محاولتها إيجاد مخرج، يدور مجلس مدينة الدار البيضاء في حلقة مفرغة. « من المؤسف حقا أنه لم يتم الاتصال أو التشاور مع الجمعية المغربية لحدائق الحيوانات والأحواض السمكية. ومع ذلك، يتوفر المغرب على مهارات محلية معتبرة في مجال علم الحيوانات. بين أعضائنا، يوجد فاعلون خواص مغاربة مؤهلون وذوو خبرة في هذا المجال »، يوضح رئيس هذه المنظمة غير الحكومية، التي تعمل بشكل وثيق مع المؤسسات والهيئات الدولية المختصة وتضم بين أعضائها خبراء في مجال عالم الحيوانات: مدبرين وتقنيين متخصصين وأطباء بيطريين مختصين في مجال الحيوانات البرية والغريبة.

وتنتظر الجمعية المغربية لحدائق الحيوانات والأحواض السمكية الضوء الأخضر من مجلس مدينة الدار البيضاء وجماعة عين السبع للمشاركة في طلب العروض الخاص بإدارة حديقة الحيوانات بمجرد إطلاقه. لكن حتى الآن، لم يتم بعد تحديد دفتر تحملات مسطرة الاختيار.

ولاحظ المهدي بنمسعود قائلا: « نشعر بالحيرة من التأخير المسجل في تحديد دفتر تحملات مسطرة الاختيار »، معبرا عن أمله في أن تأخذ السلطات المحلية بعين الاعتبار الخبرة المحلية للفاعلين الخواص المغاربة وإرادة التعاون لدى الجمعية المغربية لحدائق الحيوانات والأحواض السمكية.

وأشار محاورنا قائلا: « نريد أن يكون هذا الفضاء مكانا متميزا من شأنه إثراء المشهد الحيواني في المغرب. سيؤدي التعاون بين السلطات والفاعلين المحليين والجمعية المغربية لحدائق الحيوانات والأحواض السمكية إلى جعل هذا المشروع حقيقة واقعة وإنشاء حديقة حيوانات مشهورة. ما زلنا مصممين على دفع الأمور إلى الأمام حتى يكون لمدينة الدار البيضاء حديقة حيوانات تفخر بها ».

وفي انتظار ذلك، فإن البنية التحتية لحديقة الحيوانات أصبحت اليوم مهددة بسبب عدم استغلالها. إذا تم تسليم المرافق والمعدات، فإنها ستتدهور بشكل واضح بسبب عدم استعمالها وغياب الصيانة.

وفي آخر المطاف، ستنضاف تكاليف إضافية متعلقة بالإصلاحات المحتملة أو استبدال المعدات، فضلا عن التأخير الإضافي في افتتاح فضاء ينتظره سكان الدار البيضاء منذ عدة سنوات.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 16/05/2023 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 16/05/2023 على الساعة 08:00