السياحة في إفريقيا ليست مقتصرة على رحلات السفاري أو الثقافة فحسب، بل تشمل أيضًا، وقبل كل شيء، جزرها الاستوائية التي تعد وجهات مثالية للاسترخاء في بيئات مريحة. فالشواطئ ذات المياه الكريستالية، وأشجار النخيل، والغوص تحت الماء، والشعاب المرجانية، والمجمعات السياحية، والتراث الثقافي... كل ذلك مصحوبًا بدرجات حرارة لطيفة، يجعل من عطلاتكم في إحدى جزر إفريقيا تجربة لا تُنسى.
إن قائمة هذه الأماكن الرائعة التي يمكن للمرء أن يستمتع فيها بإيقاع الأمواج، ونسمات الرياح، وغناء الطيور، وغروب الشمس الخلاب، ليست شاملة. ومع ذلك، فإن أرخبيلات سيشيل، وموريشيوس، وزنجبار، والرأس الأخضر تُعتبر من بين أجمل الوجهات الاستوائية في العالم.
تُعتبر هذه الجزر متاحة للجميع بفضل السياسات السياحية التي تشمل إلغاء التأشيرات أو إمكانية الحصول على تأشيرة عند الوصول. كما أن تكاليف الإقامة في هذه الوجهات المحاطة بالمحيط في متناول جميع الميزانيات، حيث توجد عروض سكن تجمع بين الفخامة والاقتصاد.
سيشيل: بطاقة بريدية مثالية بلا تأشيرة
يتكون أرخبيل سيشيل من 115 جزيرة وصخرة، ويقع في المحيط الهندي، شمال شرق مدغشقر (على بعد 1000 كم من سواحل مدغشقر)، وعاصمته فيكتوريا، وهو وجهة سياحية حالمة. بفضل شواطئه ومياهه الشفافة، ووجود الشمس لأكثر من 300 يوم في السنة، ودرجات الحرارة المثالية لمياهه، بالإضافة إلى تنوع الحياة البحرية والنباتات الغنية، تُعتبر سيشيل وجهة مفضلة للسياح.
تُعد من بين الوجهات التي توفر أكبر قدر من الهدوء والاسترخاء، حيث تقدم للزوار خدمات سياحية متنوعة. ولكن ما جعل سيشيل مشهورة حقًا هو شواطئها ذات الرمال البيضاء، المحاطة بصخور غرانيتية ناعمة بفعل التآكل البحري، وأشجار جوز الهند الخضراء، ومياهها الشفافة. مناظر خُلِّدت في بطاقات البريد.
إقرأ أيضا : بالصور: اكتشف أفضل 10 وجهات مميزة للاصطياف بالمغرب
ماهي، الجزيرة الرئيسية في الأرخبيل، تضم ما لا يقل عن 65 شاطئًا بمياه صافية. تحتضن العاصمة فكتوريا التي تقدم العديد من الفرص: التسوق، المطاعم، الكازينو... ومن الجدير بالذكر أن نصف أراضي سيشيل تتكون من محميات طبيعية محمية حيث يمكن مشاهدة أنواع مذهلة من الحيوانات مثل السلاحف، والأسماك الملونة، والطيور الاستوائية بما في ذلك الببغاء الأسود في سيشيل...
تعد سيشيل واحدة من الدول القليلة في العالم التي يمكن السفر إليها دون تأشيرة. التأشيرة تُمنح في المكان. وهذه الوضعية تفسر أن الأرخبيل يعد من بين الوجهات الإفريقية الثلاث التي تستقبل سنويًا عددًا من السياح يفوق عدد سكانها.
في عام 2023، استقبلت الجزيرة ثلاثة أضعاف عدد السياح (350,879 سائحًا) مقارنة بعدد سكانها المقدر بـ107,000 نسمة.
موريشيوس: لؤلؤة المحيط الهندي
تُوصف موريشيوس غالبًا بأنها جنة استوائية على الأرض، حيث تقدم للسياح مغامرات بقدر ما تقدم من مناظر خلابة. إنها المكان المثالي للاستمتاع بأشعة الشمس على شواطئ رملية ناعمة فريدة من نوعها محاطة بأشجار جوز الهند، وللقيام برحلات مشي، والغوص تحت الماء، والاستمتاع بالشلالات...
بالإضافة إلى العاصمة بورت لويس، يُعتبر قرية « مونت شوازي » الأكثر أناقة، و »ترو أو بيش » الأكثر هدوء، و »فليك إن فلاك » الأكثر حيوية، وكلها تشكل وجهات مفضلة.
توفر الجزيرة إمكانية مشاهدة مجموعة واسعة من الأنواع الحيوانية والنباتية. يتيح لك منتزه « النهر الأسود » الوطني وغاباته الاستوائية، الواقعة في منطقة جبلية، الاستمتاع بثروة الحياة البرية في الجزيرة (الببغاوات والثعالب الطائرة وما إلى ذلك).
تقدم العاصمة بورت لويس، بالإضافة إلى شواطئها، فرصًا للتسوق، وأيضا لممارسة رياضة الغولف مع ملاعب غولف فاخرة. بالنسبة للإقامة، أمام وفرة المجمعات الفاخرة، من الممكن أيضًا العثور على خيارات اقتصادية.
استقبلت موريشيوس في عام 2023 أكثر من 1.295 مليون سائح، ويبلغ عدد سكانها 1.280 نسمة.
الرأس الأخضر: جزيرة النزهات المائية
تقع الرأس الأخضر على بُعد أقل من 600 كم قبالة السواحل السنغالية، في المحيط الأطلسي، وتتمتع بدرجات حرارة معتدلة وتتميز بشواطئها الجميلة ذات الرمال الناعمة.
تشتهر الرأس الأخضر أيضًا بثقافتها الكريولية وموسيقى المورن. لعشاق السباحة، توفر كيلومترات من الشواطئ في سال، بوا فيستا، ساو فيسنتي... وتمنح الفرصة للسباحة في مياه دافئة. أما جزيرة فوغو، فتتميز بشواطئها ذات الرمال السوداء ذات الخصائص العلاجية.
يشتهر الأرخبيل أيضًا بتنوع نباتاته وحيواناته البحرية. وبالتالي، فإن الغوص السطحي (الرحلات المائية)، الذي يتضمن السباحة على سطح الماء للاستمتاع بجمال قاع البحر الذي يحتضن الحياة البحرية والنباتات، هو النشاط الأكثر ممارسة.
بالإضافة إلى الشواطئ، وللسباحة في المياه الفيروزية والغوص السطحي، يمكن للزوار القيام برحلات مشي، وركوب الأمواج، وركوب الألواح الشراعية، وصيد الأسماك ، واكتشاف الحيوانات البحرية، وبالطبع تذوق المأكولات المحلية التي تهيمن عليها المنتجات الطازجة من البحر: الأسماك وجراد البحر...
في عام 2023، استقبل الأرخبيل المكون من 10 جزر 900,000 سائح، بينما يبلغ عدد سكانه حوالي 580,000 نسمة.
زنجبار: ملتقى الثقافات الإفريقية والعربية والهندية
يقع أرخبيل زنجبار على بعد 36 كيلومترًا فقط من السواحل التنزانية، وهي جنة على الأرض أصبحت وجهة مفضلة للعديد من السياح بشواطئها ذات الرمال البيضاء المحاطة بأشجار جوز الهند ومياهها الكريستالية، حيث تقدم رحلات استثنائية لمراقبة الدلافين في كيزيمكازي، وزيارة مزرعة التوابل لاكتشاف سر الفلفل الشهير في زنجبار وغيرها من التوابل (مثل القرنفل، والقرفة، وجوزة الطيب...) مما يجعل الأرخبيل يُلقب أيضًا بـ »جزيرة التوابل »، والاستمتاع بالأنشطة المائية. مدينة ستون تاون، المدينة التاريخية الحجرية، هي الأهم في الجزيرة، وهي محطة لا بد من زيارتها.
إنها مركز سياحي وأحد المعالم البارزة في زنجبار. وعلاوة على ذلك، فإن المدينة القديمة تُعتبر موقعًا مصنفًا كتراث إنساني. شاطئ نونغوي هو الأكثر سياحة في الأرخبيل. إنه المكان المثالي في زنجبار لممارسة الغوص السطحي. أما لأولئك الذين يرغبون في الهدوء، فإن شاطئ بوينجو يوفر السكون والانسجام بعيدًا عن أي صخب سياحي. بالإضافة إلى المناظر الخلابة، تتميز زنجبار أيضًا بثقافتها السواحيلية الغنية، وهي مزيج فريد من التأثيرات الإفريقية والعربية والهندية.
هذا الأرخبيل، الذي يقع على بعد 36 كيلومترًا فقط من السواحل التنزانية، يتيح الاستمتاع بالشواطئ الرائعة قبل الشروع في سفاري والإعجاب بالحياة البرية الاستثنائية في البلاد، ولا سيما الثدييات الرمزية للسافانا التنزانية، المعروفة بـ « الكبار الخمسة » - الأسد، والفيل، ووحيد القرن، والجاموس، والفهد.
للإقامة في هذه الجنة بالمحيط الهندي، هناك عروض تناسب جميع الأذواق مع فنادق جذابة بشكل خاص.