معرض دبي للطيران 2025: كيف يمكن تفسير ضعف طلبات شراء الطائرات وعقود التأجير من قبل شركات الطيران الإفريقية؟

معرض دبي للطيران 2025

في 27/11/2025 على الساعة 07:00

بلغ إجمالي الطلبات، بما في ذلك عمليات الشراء والتأجير، التي وقعتها الدول وشركات الطيران الإفريقية في معرض دبي للطيران 59 طائرة تجارية و10 طائرات هليكوبتر. ويقل هذا العدد عن 78 طائرة طلبتها الخطوط الجوية الإثيوبية في الدورة السابقة.

وقد تميز معرض دبي للطيران، المعرض التجاري الرائد في صناعة الطيران والفضاء، والذي عقد في الفترة من 17 إلى 21 نونبر 2025، بطلبات شراء عديدة للطائرات، لا سيما من قبل شركات الطيران الإماراتية. وقد استفاد من هذه الطلبات بطبيعة الحال عملاقا صناعة الطيران العالمية: بوينغ وإيرباص.

ووفقا للمعطيات المتوفرة، جمعت بوينغ وإيرباص 150 و230 التزاما، من خلال الجمع بين طلبات الشراء المؤكدة وخيارات الشراء، ومذكرات التفاهم، واتفاقيات التأجير.

ومع ذلك، لا تزال القارة الإفريقية بعيدة عن حجم الطلبات الكبيرة المسجلة في الدورة السابقة في عام 2023. فعلى سبيل المثال، بلغ إجمالي الطلبات (المؤكدة وخيارات الشراء) وعقود تأجير الطائرات من قبل شركات الطيران الأفريقية 59 طائرة. يضاف إلى ذلك الطائرات المروحية العسكرية العشر التي طلبها المغرب. هذا الحجم أقل بكثير من طلبات الخطوط الجوية الإثيوبية وحدها في معرض دبي للطيران 2023، والتي بلغت 78 طائرة. وكانت مصر للطيران قد طلبت 28 طائرة في تلك الدورة...

في دورة 2025، شملت الطلبات، التي تغطي الطائرات التجارية وطائرات الشحن والمروحيات، خمس شركات طيران فقط: الخطوط الجوية الإثيوبية، والخطوط الجوية السنغالية، والخطوط الجوية الإيفوارية، والبراق للطيران (ليبيا)، وفلاي سافاير (جنوب أفريقيا)، ودولة واحدة هي المغرب.

كما في الدورة السابقة، تميزت الخطوط الجوية الإثيوبية بتحويل الخيارات إلى طلبات مؤكدة لشراء إحدى عشرة طائرة بوينغ من نوع 737-8، وتوقيع طلب مؤكد لشراء ست طائرات إيرباص جديدة من نوع إي 350-900، ليصل إجمالي الطائرات إلى 17 طائرة.

تواصل شركة الطيران الرائدة في أفريقيا اقتناء طائرات جديدة تماشيا مع « رؤيتها 2035 » وهدفها المتمثل في توسيع أسطولها إلى 271 طائرة بحلول عام 2035، من خلال الجمع بين عمليات الاقتناء والتأجير طويل الأمد.

بالإضافة إلى الخطوط الجوية الإثيوبية، قدمت شركة طيران البراق طلبا مؤكدا لشراء عشر طائرات من طراز إي 320 نيو من شركة إيرباص. ويعد هذا أول طلب لشركة الطيران الخاصة الرائدة في ليبيا من الشركة المصنعة الأوروبية. وصرح بينوا دو سان إكسبيري، نائب الرئيس التنفيذي لمبيعات الطائرات التجارية في إيرباص، قائلا: « يسعدنا الترحيب بشركة طيران البراق في قائمة زبناء إي 320 نيو. تؤكد هذه الاتفاقية دور إي 320 نيو كطائرة مرجعية لتحديث الأسطول، وسندعم بشكل كامل طموحات طيران البراق في التوسع ».

سجل معرض دبي للطيران 2025 59 طلبا (مؤكدا وخيارات) وتأجيرا لطائرات تجارية من قبل شركات طيران أفريقية. كما اقتنى المغرب 10 طائرات هليكوبتر عسكرية من نوع إتش225 إم كاراكال من شركة إيرباص للمروحيات.

سجل المعرض أيضا طلبا تاريخيا مؤكدا لشراء تسع طائرات بوينج 737 ماكس 8، وست طائرات أخرى كخيارات من الخطوط الجوية السنغالية مع الشركة المصنعة الأمريكية. وهذا أول طلب من نوعه منذ 20 عاما. ويشير هذا الاقتناء إلى تغيير في استراتيجية شركة الطيران السنغالية، التي تهدف إلى بناء أسطول جديد وأكثر كفاءة لجعل داكار مركزا جويا حقيقيا في غرب أفريقيا.

من جانبها، قدمت الخطوط الجوية السنغالية طلبا مؤكدا لشراء أربع طائرات إمبراير إي 175، واختارت ثماني طائرات أخرى.

وأخيرا، وفي سياق الطائرات التجارية، قدمت شركة فلاي سافاير، وهي شركة طيران اقتصادي جنوب أفريقية مقرها جوهانسبرغ، طلبا إلى شركة إيركاب، أكبر شركة لتأجير الطائرات في العالم، لشراء خمس طائرات، منها ثلاث طائرات بوينغ 737 ماكس 8 وطائرتان بوينغ 737-800.

بالإضافة إلى طلبات الطائرات التجارية، شهد معرض دبي للطيران أيضا طلبا من القوات الجوية الملكية المغربية لشراء عشر طائرات هليكوبتر من طراز إتش 225 إم كاراكال من شركة إيرباص. ستحل هذه الطائرات، التي تعد جزءا من برنامج تحديث للقوات الجوية المغربية، محل طائرات هليكوبتر إس إي 330 بوما، التي تعمل منذ أكثر من 40 عاما. يتعلق الأمر بطائرات متعددة المهام مجهزة لمهام البحث والإنقاذ في مناطق القتال، وهي مزودة بنظام البحث البصري «Euroflir 410»، وكشاف ضوئي، ومدفع رشاش، ونظام حرب إلكترونية للحماية. يشمل هذا العقد حزمة دعم وخدمات، يقدمها مركز زبناء إيرباص الذي افتتح مؤخرا في المغرب. سيصبح هذا المركز مركزا جهويا لصيانة وإصلاح وتجديد طائرات إيرباص المروحية في غرب إفريقيا. وعقب توقيع هذه الاتفاقية، صرح برونو إيفن، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص للمروحيات، بأن قرار المغرب «يمثل خطوة جديدة في الشراكة التي بنيناها على مدى عقود من الزمن».

كيف يمكن تفسير هذا التراجع في طلبات شركات الطيران الأفريقية؟ يمكن ذكر عدة عوامل. أولا، تجدر الإشارة إلى أن معرض دبي للطيران يقام بعد أربعة أشهر فقط من معرض باريس الجوي، أحد أكبر معارض الطيران في العالم. وقد شهد هذا المعرض طلبات من مصر للطيران، والخطوط الجوية الإثيوبية، وإيرلينك الجنوب أفريقية، وغيرها.

وفضلا عن ذلك، ورغم التوجه نحو توسيع أساطيل شركات الطيران، فإن العديد من الطلبات المقدمة في عام 2023، وحتى قبل ذلك، مع أكبر مصنعين عالميين، تأخرت في التنفيذ، ويتم الإعلان عن تأخيرات في التسليم، وخاصة من قبل الشركة المصنعة الأمريكية. على الصعيد العالمي، بلغ تراكم الطلبات مستوى تاريخيا بلغ 17.000 طائرة في عام 2024.

ويعود ذلك إلى مشاكل في سلسلة توريد الطيران، والتي تؤثر على إنتاج الطائرات الجديدة. وتشمل هذه المشاكل نقصا في مكونات الأسلاك والإلكترونيات والمواد الخام مثل الألومنيوم والتيتانيوم. ونتيجة لهذا الوضع، حدت شركة إيرباص من إنتاجها من طراز إي 350 إلى حوالي ست طائرات شهريا في بداية العام، وفقا لرويترز، مما أدى إلى تأجيل إطلاق طائرة الشحن من نوع إي 350 إلى عام 2027.

وبحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي وشركة أوليفر وايمان ليدير، وهي شركة استشارات إدارية عالمية رائدة، فإن هذه الاضطرابات قد تكلف شركات الطيران الأفريقية أكثر من 11 مليار دولار بحلول عام 2025.

وبالتالي، أجبرت هذه الصعوبات المستمرة في سلسلة توريد الطيران بعض شركات الطيران على مراجعة خطط أساطيلها وإعادة الطائرات القديمة إلى الخدمة.

وأخيرا، وفيما يتعلق بمشاكل سلسلة التوريد هذه، تتجه العديد من شركات الطيران إلى تأجير الطائرات لتعزيز أساطيلها بسرعة. بالإضافة إلى الطلبات الجديدة، زادت الخطوط الجوية الإثيوبية والخطوط الملكية المغربية وشركات طيران أفريقية أخرى عقود تأجير طائراتها بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة لتجنب تعثر خططها لتوسيع أساطيلها.

وعلى الرغم من قلة عدد طلبات الطائرات نسبيا، إلا أن التوجه في جميع أنحاء القارة يتجه نحو تعزيز الأساطيل. ووفقا لتوقعات بوينغ وإيرباص، ستحتاج شركات الطيران الأفريقية إلى أكثر من 1200 طائرة جديدة خلال العقدين المقبلين.

تحرير من طرف موسى ديوب
في 27/11/2025 على الساعة 07:00