وأوضح اسماعيل أكنكو، أحد الفاعلين المهتمين بالتراث المحلي بالمنطقة، أن دار الصانعة تأتي في سياق اهتمام المرأة والنسيج الجمعوي بما يسمى الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من أجل إعداد مجالات حرفية لاشتغال العنصر النسوي بالدرجة الأولى على اعتبار أن المنطقة معروفة بهذه الزرابي الفريدة من نوعها منذ القدم، كما جاءت في إطار الطفرة النوعية التي تشهدها الدينامية التعاونية بالمنطقة وإحساس المرأة القروية بضرورة الانخراط في الدورة الاقتصادية.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن المرأة القروية استوعبت جيدا أهمية هذه التعاونيات في ضمان مدخول قار يقيها من شبح البطالة ويساعدها في تلبية حاجياتها اليومية بمعية معيل الأسرة، كما أنها فرصة للتسويق للمنطقة في إطار ما يسمى بالسياحة اللامادية إن على مستوى عرض هذه المنتوجات من الزربية التقليدية وكذا تسويقها داخل أرض الوطن وخارجه.
وأكد الفاعل الجمعوي ذاته أن التعاونية بعناصرها المشكلة لها شاركت في عدة معارض على المستوى الدولي خاصة في فرنسا بغية تسويق هذا المنتوج المحلي، مضيفا أنها تعد الأولى على صعيد جهة كلميم ودانون من حيث النوع ومجال اختصاصها، وتحاول بمشاركاتها المتكررة منافسة أقوى التعاونيات على المستوى الوطني.
نجاح التعاونية يقول المتحدث، تواجهه صعوبات جمة ضمنها إكراهات المادة الأولية حيث أن مجموعة من الكسابة والسكان الذين كانوا يقومون بتربية الغنم وينسجون الصوف تخلوا عن الفكرة لظروف اقتصادية ومالية ومناخية قاهرة، ما جعل النسوة يلجأن إلى شراء مادة الصوف لنسجها وبيعها ما يكلفهن الكثير ويدفع عدد منهن إلى التخلي عن هذه المهنة التي كانت تدر عليهن مداخيل مهمة حتى وقت قريب.
وتجد التعاونيات المشتغلة بالمجال كذلك، يضيف أكنكو، مشاكل في التسويق ما جعل هذه الصناعة المحلية تنقرض شيئا فشيئا، وهذا ما يستدعي تضافر الجهود من طرف مختلف المتدخلين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث العريق وضمان استمرارية هذه التعاونيات على الانتاجية بالشكل المطلوب وبالشكل الذي يضمن لها التأقلم مع مختلف التحديات والإكراهات التي قد تطرح أمامها مستقبلا.